logo


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى ميكس آر تي | Mixrt، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .


  1. منتدى ميكس آر تي | Mixrt
  2. الأقسام العامة
  3. القصص و الروايات
  4. رواية هدوء بعد العاصفة



06-04-2022 08:35 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10

t22146_4807

كانت تلعب بدميتها وتلهو تُغرد كعصفورةٍ صغيرة، تتمتع بحضن - أبيها- الذي منحها الحُب كما يجب، لا تعلم كيف مرت السنوات.. بل ركضت ركض لتجد نفسها فتاة في مُقتبل العمر وسُلب منها والدها!، وبات الحزن محاصرًا لها حين وجدت عمها زوجًا لأمها فجأة...
أصبحت في تشتت من أمرها، بغضت أمها وعمها معًا.. ضائعة تبحث عن طيف والدها.. كيف ستُواصل حياتها إذن؟!.
فصول رواية هدوء بعد العاصفة
رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء علي

الفصل الأول بعنوان: ذكرى حزينة

أطالت النظر إلى تلك الصورة التي تقبض عليها بكفيها، وكأنها تستنجد بها وتبثُ نفسها بالأمان الذي فقدتهُ وبات قلبها مكسور وروحها مُعذبة، فقد كانت صورة والدها الذي رحل منذ عامين والذي ترك في قلبها ندبة كبيرة لم يداوها الدهر إلى الآن، رفعت الصورة إلى فمها تُقبلها بعمقٍ وهي تغلق عينيها بألم، راح الدمع ينساب بكثافةٍ على وجنتيها دون أن تشعر، حدثته كأنه معها الآن:
-أنا كويسة يا بابا، ماتقلقش عليا، بحافظ على نفسي وبعمل كل اللي كنت بتقولي عليه.

صمتت لوهلة وهي تتأمل صورته باشتياق، فيما تُكمل:
-بس أنا زعلانة من ماما، تخيل يا بابا إنها اتجوزت.. واتجوزت مين؟ عمي "حسين"، أخوك!.. وبكل بساطة عاوز ياخد مكانك في حياتي وقلبي، مستحيل حد ياخد مكانك يا بابا مستحيل.
راحت تُقبل الصورة مرة أخرى بحُرقة، اليوم يومٍ حزين للغاية، حيث هذا اليوم ذكرى وفاته وليس هذا فحسب إنه ذكرى ميلاده، كُل عامٌ كانت تحتفل معه في جو مبهج وضحكاتها ترن بسعادةٍ، وفي أخر احتفال بمولده توفاه الله وكانت الصعقة حينها!

-كل سنة وأنت طيب..
قالتها "ليلى" بمرارةٍ وهي تشهق بحسرة، بينما تستطرد:
-عمري ما هنساك يا حبيبي..
وضعت صورته بين صفحات دفترها الوردي الذي يمتلئ بكل ذكرياتها حزينة كانت أو سيعدة، وثبت متجهة إلى خزانتها لتفتحها بهدوء وتضع الدفتر على رف ملابسها، راحت تُجفف الدمع بأناملها أمام المرآة وتعتدل من هيئتها، بينما تتأمل ملامحها الهادئة التي بدا الحزن جليًا عليها رغم جمالها الآخاذ، كانت عينيها كحيلتين متحددتين بأهدابٍ كثيفة وبشرة خمرية اللون يُميزها ملامح متناسقة، أما عن شعرها فكان أسمر كاحل يتدلى بنعومة على ظهرها يعطيها مظهرًا مفعمًا بالأنوثة وكأنها امرأة في وقارها ليست فتاة في الصف الثالث الثانوي!

سمعت صوت قهقهات والدتها تعلو، ضحكات رنانة كأنها سهام اخترقت قلبها وأحرقت ما تبقى من ثباتها، استفزت مشاعرها وأشعلت نار حُزنها، خرجت من غرفتها بخطوات عنيفة في سرعتها حتى وصلت إلى الصالة، حيث تجلس والدتها "نادية" بصحبة عمها "حسين"، يقهقهان أمام شاشة التلفاز، وبدون مُقدمات راحت تغلقه بغضب جم، عيناها تطلقان شرر وتلمعان بشراسة وهي تناظرهما بكُره، زفرت "نادية" فيما تقول بامتعاض:
-في إيه يا ليلى؟! طفيتي التلفزيون ليه!

أردفت بضيقٍ شديد:
-أنتِ إزاي كدا؟ إزاي قادرة تضحكي وتعيشي وأنا بموت من جوايا كل يوم؟، كنت فاكرة إنك على الأقل هتفتكري يوم وفاة بابا لكن للأسف أنتِ مش فاكرة حاجة إلا نفسك وبس، ومش بتحبي إلا نفسك بس!
تجهمت ملامح الأم بشدة واحمر وجهها غضبًا، كادت تنهرها وتعنفها، لكن "حسين" تدخل حينئذ بقوله:
-إهدي يا ليلى يا حبيبتي وتعالي بس إقعدي هنا.
حدجته بنظرة ثاقبة، فيما تخبره بنبرة جافة:
-أنا مش حبيبتك، وأنت مالكش كلام معايا خالص، أنت عدوي..

اتسعت عيناه جراء كلمتها الأخيرة، عدوي!، كلمة ثقيلة على نفسه جدًا، ألهذا الحد تكرهه بنت أخيه؟.. ضغط على أسنانه بقوة وظل محافظًا على ثباته الانفعالي وهدوئه معها، كادت تتكلم والدتها مرة أخرى لكنه أوقفها أيضًا وهو يقول:
-زي ما تحبي يا ليلى، بس طلعت ولا نزلتي أنا عمك مش عدوك، إن زواجي من أمك خلاكِ تشوفيني عدو ليكِ فدا يابنتي نصيب وحلال ربنا، أبوكِ مات ومش طالب مننا غير الدعاء وبس!

صرخت فيهما وهي تردد بهستيرية:
-بس بس ماتكملش مش قادرة أسمع صوتك، أنا بكرهكم بكرهكم، أبويا عايش جوايا وهيفضل عايش، وطول ما أنت واخد مكانه هفضل أكرهك وهتفضل عدوي، أنت فاهم!
برحت المكان ما إن أنهت كلامها، وانتابهما حالة ذهول من حالتها، يعلم "حسين" أنها مجروحة، جرح عميق صعب أن يشفى منذ وفاة والدها.. ولكن يبقى السؤال، ماذنبه؟ ما ذنبه إذا أحب والدتها وتزوجها بعد رحيل شقيقه؟ هو يراه حلال وهي تراه خيانة!
-مش عارفة البنت دي إيه اللي جرا لها يا حسين، أنا تعبت!
كانت جملة "نادية " وهي تتنهد بحنق، بينما يخبرها "حسين" بهدوء حازم:
-بكرة تفهم الغلط من الصح، معلش هي برضوه لسه صغيرة..

مساءً..

تراص مجموعة من الفتيات حول الطاولة ليبدأن درس اللغة العربية، وهناك يترأس الطاولة مُعلمهن "شريف" ذو الوجه الحسن والروح الشبايبة رغم كونه تخطى الأربعون عامًا، أخذ يُراجع واجباتهن بتركيز، انزعج حين وجد عدة أخطاء لا بأس بها بواجب "ليلى"، رفع بصره إليها وقال بشيء من الحدة:
-إيه دا يا ليلى! من إمتى وأنتِ مستواكِ كدا؟!

حملقت به "ليلى" دون رد، فقط نظرات حزينة بها لمعة من الألم، زفر "شريف" وهو يواصل بجدية شديدة:
-مابترديش عليا ليه؟!
تنهدت بضيقٍ بينما تجيبه:
-كنت تعبانة شوية، سوري يا مستر..
رمقها بحدة دون أن ينبت مجددًا بأي كلمة، بدأ في شرح الدرس وهو يلاحظ من حين لآخر عدم استيعابها لما يشرح، انتهى بعد مرور الوقت وانصرفت الفتيات وبقيّ معها بمفرده، سألها باهتمام:
-مالك يا ليلى، فيكِ ايه؟

أجابت بلا تردد:
-انا تعبانة أوي، النهاردة ذكرى وفاة بابا.
خبط على رأسه وقد فهم الآن؛
-ااااه، عشان كدا زعلانة ومش مركزة، يا ليلى ماتخليش حزنك يأثر عليكِ بالشكل دا، لازم تبقي أقوى من كدا يا حبيبتي..
تنهدت طويلًا دون كلام، فتابع بنبرة حنون:
-هو أنا يعني مش زي بابا الله يرحمه؟
رمقته بنظرة بريئة تحمل في طياتها الأمان وهي تخبره برفقٍ:
-أنت يا مستر شريف الحاجة الوحيدة اللي بحبها بعد بابا، والحاجة الوحيدة اللي من ريحته، أنا بحبك عشان أنت كنت صاحبه وبابا كان بيثق فيك، ماتعرفش غلاوتك عندي أد إيه، ربنا يخليك ليا يا مستر شريف.

ربت "شريف" على رأسها وابتسامة هادئة تزين ثغره مع قوله:
-يا حبيبتي إنتِ بنتي مش بس بنت اغلى صديق عندي، الله يرحمه بحس انه عايش مماتش كل لما بشوفك، بس إنتِ لازم تجتهدي عشان خاطر بابا يا ليلى عشان يبقى فرحان وفخور بيكِ.
أومأت برأسها وقالت:
-حاضر..





تلفت "شريف" حوله وهو يقول بتعجب:
-أنتِ لوحدك في البيت يا ليلى ولا إيه؟
زفرت أنفاسها بقوة وأخبرته:
-أيوة..

تابع باستغراب:
-والدتك فين وفين حسين؟
أجابته بضيق:
-خرجوا، هو خرج في شغل وهي خرجت تتفسح، ممكن مانجبش سيرتهم دلوقتي عشان انا بتخنق من سيرتهم؟
أومأ موافقًا وقال بهدوء:
-حاضر بس اهدي أنا معاكِ..
-ممكن ننزل نتمشى شوية؟
وافق شريف مرحبا:
-أوي أوي، يلا بينا.

ابتسمت بارتياح ووثبت تتجه معه صوب الباب وخرجا معًا، راحت تمسك يده وكأنه أخر ما تبقى لها في هذه الدنيا، تشعر وكأن والدها جوارها كلما اقترب منها، لمسة يده كلمسة يد والدها، حتى رائحته تشبه رائحة والدها، رائحة محملة بالأمان والحنان، هو الوحيد الذي يشاركها ابسط تفاصيلها، كالآن وهو يشتري لها المثلجات المفضلة لديها وغزل البنات، لقد جعلها تنسى حزنها بأبسط الطرق، بينما تهمس جوار آذنه:
-شكرا أوي يا عمو شريف.
ابتسم يُشاكسها:
-مش كنت المستر من شوية
قهقهت بعفوية:
-في الدرس والمدرسة بس، لكن دلوقتي انت عمو شريف

انقضى الوقت سريعًا وعادت "ليلى" حزينة، أفضل أوقاتها معه وتنتهي بسرعة البرق!، أما هو فذهب إلى بيته، وهُناك قامت العاصفة من قِبل زوجته:
-كنت فين يا شريف؟.
"شريف" وقد مسح على رأسه في هدوء:
-هكون فين يعني يا سهر؟.. في الدرس طبعا!
حركت رأسها بعنف وأخبرته بحزم:
-لا أنت خلصت حصتك من بدري، إنت كنت مع حتة العيلة بتاعتك، كمان بتكذب عليا يا شريف؟
زفر بحنق، بينما يتابع بضجرٍ:
-أنا مش فاهم إنتِ بتكرهي البنت دي ليه؟ البنت يتيمة وأبوها كان صاحبي، يعني لازم أخد بالي منها وأعاملها زي بنتي.

-دي واكلة عقلك يا مستر!
قالتها بنبرة ذات مغزى، ليرفع سبابته أمام وجهها يُحذرها بنبرة جامدة:
-خدي بالك من كلامك يا سهر، تلميحاتك السخيفة دي أنا أرفضها جدا، أتمنى تكوني أعقل من كدا وعيب بجد عليكِ عيب!
وما إن أنهى حديثه اتجه إلى غرفته والغضب يعتريه، أما هي فقوفت تعاتب نفسها على ما تفوهت به في لحظة غضب، ولكن ماذا تفعل؟ هي تغار عليه كأي زوجة مُحبة لزوجها حتى وإن كان من فتاة صغيرة في عمر ابنته، زفرت أنفاسها بقوة واتجهت خلفه تنوي مصالحته قبل أن يغفو غاضب منها...

-كنتِ فين يا ليلى؟..
هتفت "نادية" بنبرة محتدمة وهي تقترب منها، فأجابتها "ليلى" بحدة عارمة:
-المفروض أنا اللي أسألك السؤال دا؟، إنتِ اللي خرجتي وسبتيني لوحدي يا ماجدة هانم.
"نادية" وقد هدأت قليلًا:
-أنا نسيت إنك عندك درس النهاردة والله، خرجت أجيب طلبات للبيت، إنتِ ليه مفكرتنيش!؟

رمقتها بنظرة مُستهزءة، فيما تتابع بتهكمٍ:
-دا المفروض إنتِ اللي تفكريني مش أنا!، على العموم كل دا مايهمنيش، أنا كنت مع عمو شريف، نزلت معاه بعد الدرس أشم شوية هوا، إرتاحتي؟
ضغطت على أسنانها، تكظم عيظها بشدة وهي تقول:
-ماشي يا ليلى، إدخلي نامي دلوقتي عشان عندك مدرسة الصبح ولينا كلام تاني!
توجهت "ليلى" صوب غرفتها بخطوات هادئة، بينما جلست والدتها على المقعد من خلفها وهي تفكر في إيجاد حل لعلاقتها المُعقدة بإبنتها..

تااابع اسفل


:. كاتب الموضوع زهرة الصبار ، المصدر: رواية هدوء بعد العاصفة .:

v,hdm i],x fu] hguhwtm

 
 




look/images/icons/i1.gif رواية هدوء بعد العاصفة
  06-04-2022 08:37 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء علي

الفصل الثاني بعنوان: اصطدام

أنهت يومها الدراسي بعناء،فلملمت أغراضها الدراسية علي عجالة ووضعتهم داخل حقيبتها الصغيرة وبينما هي تستعد لتغادر فصلها تفأجئت بعمها يدلف إليها وهو ممسك بحقيبته الجلدية العملية وقفت مكانها فجاءة حتي وصل إليها قائلا:-
-هاا ياحبيبتي يلا بينا ؟!..
طالعته بنظرات مندهشة قبل أن تتفوه بإستنكار:-
-يلااا فين !..

-نروح مع بعض،بما أننا النهاردة معنديش دروس ولا مجاميع واهي فرصة نتكلم شويه في الطريق ..
زفرت بضيق بعدما عقدت ساعديها أمام صدرها:-
-أيوة بس أنا متعودة أروح مع علا وهنا صحابي وزمانهم مستنيني دلوقتي !..
أبتسم بود:-
- بسيطه ياست نعتذرالهم او ناخدهم معانا في آآآآ..
قاطعته بجمود:-
-متأسفه مش هينفع المرادي وبعدين مش عاوزة أتاخر عليهم أكتر من كده...
أومأ برأسه وتمتم بحرج:-
-علي راحتك يابنتي، خدي بالك من نفسك وماتتأخريش !..

أنهي جملته وغادر علي الفور دون أن يتفوه بكلمة واحدة .فتنهدت بضيق وعلقت حقيبتها ثم سارت خلفه ...
خرجت من بوابة المدرسة الثانوية التابعه لها فأنضمت لها فتاة سمراء من نفس عمرها هاتفه بحنق:-
-ايه ياليلى أتاخرت كده ليه ؟! .
ليلى بضيق:-
-معلش كنت بتكلم مع عمي شويه وعطلني ...

ثم نظرت حولها وكأنها تبحث عن شئ:-
-أومال فين هنا ؟!..
أجابتها الأخري بتوضيح:-
-روحت لأحسن أتاخرت اووي وانت عارفه ابوها بيحسبها علي الدقيقة !..
أومات رأسها بتفهم:-
-ماشي يلاا بينا أحنا بقااا !..
سار الفتاتان بجوار بعضهما علي جانب من الطريق يتبادلان الأحاديث المختلفة !..
علي الناحية الأخري ..

وقف شاب في مرحلته الثانوية الأخيرة أمام مدرسته الخاصة بالبنين فقط ! والتي تجاور مدرسة الفتيات فلم يفصل بينهما إلا سور من الحجارة الضخمة !..
كان يتفرس في ملامح الفتيات واحدة تلو الأخري لعله يجد ضالته بينهن فأوشك بأن تصيبه خيبة أمل، وبينما هو علي حالته لمحها مقبله عليه بجوار صديقتها المقربة تتسامر معها بإهتمام، فأعتلي ثغره إبتسامه خبيثه وعدل من ياقة قميصه الأبيض الساطع وسار نحوها بمكر يتراقص في مقلتيه !..
سار قبالتهاا بتمهل حتي تقلصت المسافة بينهما ولم تعد تذكر ! فتعمد أن يصطدم بها مما جعلها تتراجع خطوة للوراء بعدمت تبعثرت خصلاتها علي وجهها فجزت علي أسنانها بغضب لتوبخه:-
-مش تفتح ولا أنت أعمى ؟! ..

دنا منها وهو يبتسم:-
-طب ليه الغلط بس ياجميل ؟! ...ده أحنا عاوزين نتعرف ونول الرضا ...
ازاحت خضلاتها بعنف من وجههاا:-
-طب يلاا امشي من وشي أحسنلك ..
قرب وجهه من وجههاا هامساا بعبث:-
-مش لما نتعرف الأول !..
هنا تدخلت "علا "وازاحته من أمام رفيقتهاا قائلة:-
-بعد اذنك عيب اللي أنت بتعمله واتفضل أمشي !..

رمقهااا بحنق قبل أن يهتف:-
وهو انتي حد وجهلك كلااام ؟!
ثم عاود النظر "لليلي " غامزا لهاا:-
-انااا بتكلم مع القمر !..
انكمشت ملامح وجهها بغضب ثم هتفت:-
-لااا ده انت زودتهااا اوووي،انت لو مامشيتش بالذوق اناا ااااااااااا
قاطعهاا بسمااجة:-
-خلاص ياقمر أناا هسيبك المرادي تعدي متزعليش نفسك كده ..

رمقته بإشميئزاز وحدة قبل ان تمسك بيد رفيقتهاا وتحثهاا علي السير معاا،رااقبهاا وهي تسير بعجالة جاذبة رفيقتهاا معها فأعتلي ثغرة أبتسامة خبيثه:-
-بس اوعدك المره الجاايه مش هسيبك أبدأ !..

"اناااا مش عااارف أعمل معاها ايه ياا أمي "..

هتف بهاا "حسين " وهو يدفن وجهه في راحته،فتنهدت والدته العجوز الماثله امامه ثم قالت بجدية:-
-معلش ياحسين ليلى لسه صغيرة ومش فاهمه حااجه بكره تكبر كده وتعقل يا أبني !..
مسح علي وجهه بكفيه ثم تسأل:-
-هو اناا غلطت يا أمي لما تجوزت نادية ؟!..
والدته:-
-غلط ايه يابني لاسمح الله ده شرع ربنا وحلاله ...ثم تابعت بحذر:-
-وبعدين يعني لولا اللي حصل زمان كان زمانك أنت اللي ابو ليلي مش اخوك الله يرحمه !..

نظر لهااا بصدمة وذهول في أن واحد لتردف العجوز بإبتسامة ملأت وجهها المجعد:-
-انااا عارفه انك كنت بتحبهاا من قبل ماخوك يتج وزها،وانك سكتت ورضيت تتجوز واحدة غيرهاا لما هو اتقدملهااا مش كده!..
أرتبكت ملامحه علي الفور ثم أشاح وجههه بعيدا عنها:-.
-اي الكلام اللي ااااا أنتي بتقوليه ده،ده مش اااصحيح
تنهدت قائلة بعاطفة وتمسد علي كفه:-
-حسين يابني انت ماعملتش حاجه غلط ولا حرام عشان تخجل منها كفاية انك احترمت وجود اخوك في حياتها وبعدت زمان واهو ربنا بيجمعك بيها من تاني .اصبر بس انت وكل حاجه هتتحل !..

تنهد "حسين " من صميم قلبه:-
-يااريت يا أمي تتحل لأحسن تعبت من ليلي ودماغها ..

الجدة تحية لكي تبث الراحة في نفسه:-
-ماتقلقش وان كان علي ليلى فسيبها عليا انا هلين دماغها ..
حسين بنفاذ صبر:-
-ياااريت يا أمي تقدري عليهاا ..يااريت

أبتسمت العجوز بثقة أمراءة مخضرمة:-
-هقدر،وهتشوف توحه هتعمل ايه !

جلست بزيها المدرسي علي السطحية الرخامية المتواجدة وبكثرة في الشوارع والميادين العامة،ثم أخرجت لفائف الطعام الجاهز الذي أبتعته اللتو وبدأت في إلتهامها وسط إندهاش رفيقتها التي هتفت:-
-انت بجد غريبة ياليلى ! بقا في حد يفضل اكل الشارع ده علي أكل البيت !..
رمقتها بنصف عين ولم تجيبها بل أكملت طعامها بشراهة، فأردفت الأخري بضجر:-
-اومال لو ماكنتش مامتك شيف هايل ونفسها في الطبخ لايعلي عليه ! طب ده الجيران كلهم ملهمش سيرة غير طبيخ ماااا ااااااا...
لم تتتمم جملتها حيث صرخت بها:-
-بسس كفاية كلام عنها !..

تعجبت من رد فعل رفيقتها المبالغ فيه فرمشت بعينيها قائلة:-
-مالك ياليلى ! هو انا قولت ايه يستاهل عصبيتك دي كلها !..
زفرت " ليلى " بقوة وكأنها تزيح مابداخلها قبل ان تعتذر عما بدر منها بعدما تصنعت أكذوبة:-
-انا اسفه ياعلا .اصلي الموقف اللي حصل قدام المدرسة النهاردة نرفزني اووي ووترني!..
علا بتسأل:-
-هو انتي لسه مضايقه من اللي عمله الولد ده ؟!.

هزت رأسها نافية وتابعت طعامها لتتهرب:-
-لااا بقيت كويسة خلاص ..
ثم أخرجت وجبة ساخنة ووضعتها بين يدي رفيقتها قائلة:-
- وبعدين انتي مش هتاكلي،اتفضلي كلي عشان نلحق نروح !..
تناولتها "علا" قبل ان تهتف بنبرة مازحة:-
-مانتي عارفة بابا وماما بيستنوني علي الغدا ..بس مايجراش حاجه لى لو اكلت نص بطن معاكي !...
قالتها بعفوبة ولم تدرك ما تركته من أثر بداخل رفيقتها التي أبتسمت بمرارة وهي تبتلع أخر ماتبقي من طعامها ! فهي دوما تحرص علي تناول طعامها قبل عودتها للمنزل حتي لاتحظي برؤيتهما معا علي مائدة طعام واحدة !...

عادت إلى منزلها بوجه متهكم كعادتها في الأوانة الأخيرة، فوجدت والدتها امامها تضع صحن السحاء الساخن علي مائدة الطعام الدائرية وعندما لمحت الأم إبنتها اتجهت اليها مبأشرة بتسأل:-
-الله أنتي راجعه لوحدك ؟!
ثم نظرت خلف إبنتها تتفقد زوجها:-
-ده حسين قالي انكم هترجعوا مع بعض ؟!..
دلفت وأغلقت الباب خلفها بضيق وتمتمت:-
-انا راجعت مع صحابي !.
عقدت الأخيرة مابين حاجبيها:-
-اومال حسين فين ؟!..

زفرت بضيق قبل ان تهتف بإمتعاض جلي علي ملامحها:-
-معرفش ! قولتلك راجعة مع صحابي ! وبعدين ماتبقي تسأليه هو مش المفروض جوزك برضه !..
القت جملتها الأخيرة ببعض من التهكم الساخر وقبل أن تتجه لغرفتها صاحت بها والدتها:-
-استني عندك انا بكلمك ماتسبنيش وتمشي !.

التفتت لها ووقفت علي مضض في الجهة المقابلة بعدما عقدت ساعديها أمام صدرها،فألقت "نادية " منشفة المطبخ التي بحوذتها:-
-مليون مرة قولتلك ماتسبنيش وتمشي وانا بكلمك وتعدلي طريقتك معايا ..
ثم أردفت بإستنكار مرتفع:-
-انا اااامك !..

لوت الأخيرة فمها بتهكم واضح اثار من غضب والدتها وكادت أن تجيب عليها ولكن منعها من ذلك قدوم زوجها في الوقت المناسب القي حقيبته الجلدية بإهمال واقترب منهما بعدما استشعر وجود خطب ما:-
-في ايه مالكم كده ؟!..
نادية بقوة وهي تشير بعينيها نحو إبنتها:-
-إسألهااااا!..
حول نظره الى تلك الواقفة في الجهة المقابلة لهما:-
-مالك ياليلى؟! أيه اللي حاصل ياحبيتي ؟!...

رمقته بنظرة ذات مغزي قبل أن تتسحب إلي غرفتها في مشهد صامت خاذل،تنهد بصوت مسموع قبل ان يلتفت لزوجته التي هوت علي اقرب مقعد قائلة بإختناق:-
-انا تعبت من البنت دي ياحسين تعبت منها ومن معاملتها لينا ..
جاورها في جلسته قبل أن يكرر سؤاله عليها:-
-ايه اللي حصل يانادية ؟!..
عادت الى أندفاعها مرة أخري:-
-مش عاجبها كلامي،كل ده عشان بسألها عليك وليه راجعه لوحدك !..

أومأ برأسه إيجابا قائلا بهدوء:-
-اه ماهي قالتلي هترجع مع صحباتها وانا مرضتش اغصب عليها فعديت علي أمي !..
نادية بإهتمام وقد نست أمر إبنتها:-.
-واخبار ماما ايه ؟! وصحتها؟!..
ابتسم ابتسامة باهته:-
-بخير وبتسلم عليكم !..
بادلته الإبتسامة قبل ان ينهض هو بإرهاق واضح في نبرته:-
-انا هقوم ارتاح شوية !..
نهضت بدورها سريعا:-
-مش هتتغدى !..

إبتسم تلك المرة إبتسامة ملأت فمه:-
-وفكرك توحه هتسبني أمشي من غير أكل ؟!..
ضحكت بهدوء:-
-بالهنا والشفا ياحبيبي !..
ربت علي كتفها بعاطفة ثم اتجه نحو غرفته بعدما تناول حقيبته التي سبق وتركها عند الباب تاركا زوجته في افكارها حول إصلاح إبنتها !...

12:..

دقت الساعه منتصف الليل فكانت "ليلى" تلملم أوراقها من أمامها قبل ان تغادر مكتبها الدراسي القابع في زواية من زوايا غرفتها الهادئة أزاحت مقعدها للخلف وسارت في أتجاه فراشها قبل ان تلقي جسدها عليه،أستغرقت بضع دقائق وهي مستيقظة لم يغمض لها جفن وبعد محاولات فاشله منها للنوم اعتدلت في فرأشها بتنهيدة حارة وهي تسحب لحافها السميك ثم ظلت تنظر حولها بملل،وبينما هي علي حالتها هذه خطر ببالها ان تهاتف ملجائها الوحيد في تلك الحالات وصديقها المقرب ومعلمها الفاضل !...
ترددت في البداية ولكنها حسمت امرها في النهاية وقررت مهاتفته بعدما تذكرت حديثه لها في أحدي المرات انه يقضي سهرة الخميس في قراءة بعض الكتب العلمية أستفادا بعطلة الجمعة فلم تمر ثوان وكان الهاتف يحتل أذنيها يتعالي رنينه مع دقات ونبضات قلبهااا..

-في الناحية الاخري ..

نهضت "سهر "من فرأشها بعدما أرتداءت روبها الحريري وقد شعرت ببعض من الراحة تسربت لها لكونها أستطاعت مصالحة زوجها العنيد بطريقتها الخاصة وجعلته يتخلي عن عادته الأسبوعية مستخدمه مهاراتها الأنثوية وقبل ان تذهب للخزانة تخرج ملابس بديلة لزوجها الذي يستحم بالمرحاض سمعت صوت هاتفه عقدت مابين حاجبيها بتعجب فمن سيدق علي زوجها في وقت هكذا فأجابت علي الهاتف بتلقائية:-
-الوووووووو !...


look/images/icons/i1.gif رواية هدوء بعد العاصفة
  06-04-2022 08:39 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء علي

الفصل الثالث بعنوان: اعتداء

تصارعت أنفاسها ما إن سمعت صوت سهر- وما لبثت أن أغلقت الخط سريعاً ومضت تتنهد بتوتر، نظرت سهر إلى الهاتف بشكٍ وتغضن جبينها بغضب، قلبها يخبرها بشيء خفي؟، من الذي يتصل بزوجها في هذا الوقت؟، ولمَ لم يرد عليها.. لم تدع الشكوك تحاصرها وسارعت تهتف منادية على زوجها، ثم صاحت بانفعال:
-شريييف، مين بيتصل بيك دلوقتي؟.
ذُهل شريف الذي خرج من الحمام الآن وهو يقوم بتجفيف شعره، ثم سألها بعدم فهم:
-في إيه؟.

تحدثت سهر مجددًا بحدة عارمة:
-رقم غريب رن عليك وأنا رديت سمعت صوت أنفاس بس وماحدش بيتكلم وبعد كدا الخط اتقفل!
التقط هاتفه ومضى ينظر إلى الرقم، فرمش بتوتر، يعلم أنه رقم - ليلى- ولم يسجله نظرا لغيرة زوجته الشديدة، قال زافرًا بضيق:
-أنا معرفش مين، ماتشغليش بالك يا حبيبتي ويلا ننام عشان هصحى بدري.

-شريف.
-سهر!
هتف بها وهو يتجه نحو الفراش منفعلا، اتجهت خلفه وهي تقول بجدية:
-ممكن تتصل على الرقم دا تاني وتفتح الاسبيكر؟!
ضغط على نواجذه، وبرقت عيناه بغضب فيما يهتف محتدا:
-لا أنت اتجننتي بقى، انت بتشكي فيا يا سهر؟
لم تهتم كثيراً وقالت مصممة:
-ريحني واتصل!
-مش هتصل يا سهر، انتِ مريضة بجد بغيرتك الأوفر دي!
لم يدعها تتكلم مجددًا وصاح بها:
-ولا كلمة زيادة أنا هنام سامعة!

غفت ليلى بين لحظاتٍ حزينة وهي تؤنب ذاتها على مهاتفتها ل مُعلمها في هذا الوقت، تعلم أنه متزوج ومحب لزوجته، بل تعلم منه أن زوجته مغرمة به حد الجنون، ولطالما أجابت عليها عبر الهاتف مؤكدا سيحدث بينهما خطب ما...
ولكن ما هذا الشعور؟ تشعر بالحنين إليه كلما ابتعد، وبالاشتياق كلما تأخر، وبالحب كلما اهتم بها، ما هذا؟، سألت نفسها عدة مرات.. ما هذا الشعور ولم تجد سوى إجابة واحدة...
أنها تحبه وتحب وجوده.. فهل أغرمته به، أم أنه يملأ مكان والدها الراحل فقط؟...

صباح يوم جديد..

نهضت بإرهاق عن فراشها بعد ليلة طويلة مليئة الدموع، ارتدت ثيابها بعد أن اغتسلت ومشطت شعرها الذي عصقته كعكة أعلى رأسها، ومضت تنظر إلى ساعتها وهي تتجه إلى الباب، سمعت صوت والدتها وهي تنادي عليها بلهفة:
-ليلى!، استني يا حبيبتي افطري قبل ما تنزلي..
رمقتها باستهجان، وخرجت بلا مبالاة دون أي كلمة، ضغطت نادية على شفتيها بغضب عارم، ثمة تتحدث بحزن عميق:
-يارب يهديكِ يا بنتي وتعرفي إني مأجرمتش ولا غلطت في حقك.

-صباح الخير.
همس شريف الذي توجه نحو طاولة الطعام لتوه بهدوءٍ، ولم يتلق من زوجته سوى الصمت الغاضب، زفر زفرة طويلة حانقة، وقال محتدًا:
-وبعدين يا سهر؟
-وبعدين إيه يا شريف؟، أنا متكلمتش، أنا قايمة من بدري ومجهزة كل طلباتك، أي أوامر تاني؟.
-سهر، بلاش الطريقة دي من فضلك.
-بلاش أنت الطريقة دي ولازم تعرف إني مراتك ومن حقي أعرف مين بيكلمك في وقت متأخر زي إمبارح!
نهض عن مقعده وقال بعنف:
-أنتِ لسة مصممة؟، تفكري يعني هيكون مين بيتصل ويا ترى أنا بخونك مثلا يعني؟

التفتت توليه ظهرها وأردفت باختناق:
-أنا ماقولتش كدا، بس كان ممكن تريحني وتتصل تاني وتسمعني، دا تصرف أي راجل واثق في نفسه!
أطاح بالأطباق الموضوعة على الطاولة بيده ومضى يسير إلى الباب بحدة عارمة، ثم سمعت صوت الباب يُقفل بعنف شديد، عاتبت نفسها قليلًا رغم القلق الذي ينهش بقلبها.. قلبها الذي يُخبرها أن هناك خطب ما، وأن تلك المكالمة تحديدًا لم تكن عابرة...

ولجت ليلى بصحبة صديقتها علا إلى الفصل، وجلستا كلا منهما جوار بعضهما، كانت ليلى صامتة في توتر ملحوظ ووجهها شاحب أصفر اللون، تدعي أن لا يأتي اليوم وإلا ماتت خجلًا منه، لن تستطيع النظر إلى وجهه وعينيه، كيف ستواجهه وتتحدث معه ثانية بعد فعلتها البارحة؟.
وجدته يتوجه داخل الفصل وينظر إليها بنظرة ذات معنى، ووقع قلبها بين قدميها حين أشار لها أن تأتي إليه، نهضت وهي ترتجف بشدة، خرجت معه من الفصل وازدردت ريقها بصعوبة بالغة، مضت معه عدة خطوات في صمت إلى أخر الرواق، ثم سألها وهو يواجه عينيها بقوة:
-ليلى أنتِ اتصلتِ بيا امبارح بعد نص الليل؟!

لم تعرف بم تجيبه؟.. نعم هاتفته.. ولكن لمَ؟
توترت بشدة وزاغت عيناها هُنا وهُناك.. قبضت على كفيها وحاولت تهدئة خافقها، ثم أردفت بارتباك شديد:
- أنا.. أنا كنت بذاكر.. وكان في جزئية مش فهماها، وحضرتك قولتلي لو وقف قدامي أي حاجة أكلمك.. صح؟
ابتسم مستغربا وقال:
-بس مش في الوقت دا يا ليلى!، كمان ليه لما مراتي ردت عليك سكتي وقفلتي الخط؟!
أجابت على استحياء:
-بصراحة خفت أعمل لحضرتك أي مشكلة، أنا آسفة جدا .

-حصل خير يا ليلى.
ثم واصل مراوغا:
- ها بقى ياستي أنهي جزئية اللي أنتِ مش فاهمها؟
أغمضت عيناها بشدة، ثم أعادت فتحهما ببلاهة وقالت:
- أه حاضر في الفسحة هاجي لحضرتك وأقولك عليها.
-أوك يا أنسة ليلى.
قالها ضاحكًا وتابع:
- يلا الحصة الأولى بدأت!.

-يرضيكِ اللي ليلى بتعمله دا؟
أردفت نادية بتلك الكلمات شاكية للجدة تحية، التي ابتسمت برقة رغم تجاعيد وجهها الكثيرة، تابعت وقد تنهدت بعمق:
- مايرضنيش أكيد، بس عاوزاكِ تعذريها، أنتِ عارفة هي كانت متعلقة بأبوها أد ايه الله يرحمك يا حسن.
-أنا عارفة بس أنا ذنبي ايه؟.
-فاهمة إن عمها خد مكان أبوها، معلش دي صغيرة برضوه وعلى قد فهمها بتترجم المواقف.
دمعت عينا نادية، وقالت بحزن:
-نفسي بنتي ترجع زي ما كانت، أنا بموت كل يوم بسبب معاملتها ليا يا حاجة تحية، أبوس إيدك كلميها وحنني قلبها عليا شوية، هي بتحبك وهتسمع كلامك.
ربتت على يدها وأخبرتها بنبرة حنون:
-حاضر يا بنتي، حاضر.

انتهى اليوم الدراسي، وسارت ليلى بصحبة علا تخرج من بوابة المدرسة، وكما تعودت من هذا السمج الذي يراوغها يومياً، تأففت وحاولت أن تتجنبه قدر استطاعتها لكنه لم يمهلها، استمرت محاولته في مضايقتها وتطاول وتجرأ..
حيث مد يده يلتقط ذراعها ويجذبها نحوه، اتسعت عيناها ذعرا من فعلته ولم تدر بنفسها إلى وهي تصفعه وتسبه، تجمهرت الناس متفرجيين، واشتعل الأخير غضبا، ثم رد لها الصفعة، حاول الناس فض المشاجرة وصرخت صديقتها علا مستنجدة بأي أحد كان، توقفت سيارة فارهة أمامهم واشرأب منها شخص ما وهو يقول بهدوء:
- دي شكلها خناقة يا فارس بيه!.

فتح زجاج النافذة وأشرف بوجهه على الواقفين، لمح ذاك الشاب وهو يصفع ليلى مجددًا، استفزه المشهد وفتح الباب سريعا وهبط بحركة عنيفة، توجه إليهما في سرعة الفهد وانقلب حال المشهد.. ففي لحظة كانت ليلى خلف ظهره وهذا الشاب ملقى أمام قدميه!...


look/images/icons/i1.gif رواية هدوء بعد العاصفة
  06-04-2022 08:39 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء علي

الفصل الرابع بعنوان: حديث

انقلب المشهد فجأة رأسا على عقب بعدما القى "فارس" ذاك الوغد أسفل قدميه وأخذ يسدده له الركلات المتتالية بكل مايمتلكه من قوة بينما وضعت "ليلى" كفها على فمها بذهول مما يحدث امامها فقد تلقي الشاب العديد من الركلات مما جعل الدماء تنفجر وبكثرة من أنفه فتدخل سريعا احد المارة ليفصل بينهما وبالفعل نجح في تخليص الشاب من اسفل قدميه ليهرب بعيدا وينجو بنفسه !.
بينما اخذ "فارس" يلهث بقوة من فرط المجهود الذي بذله معه فقد برزت عضلاته بقوة أثر إنفعاله الحاد ثم التفت لتلك الواقفة خلفه بخصلاتها المتناثرة بعشوائية علي وجهها وتطالعه برهبة !...

اخذت "علا " تتفحصها وهي تردد:-
-ليلى أنتي كويسه ؟!.
هزت رأسها بصمت دون ان تتفوه بكلمة فأقترب منهما لتهتف "علا " بإمتنان وهي تحيط كتف رفيقتها:-
-احنا مش عارفين نقول لحضرتك ايه ! احنا متشكرين بجد وووو
قاطعها بصرامه:-
-بدل ماتشكروني ياريت تبقوا تحترموا المكان اللي خارجين من بيوت أهاليكم عشانه !
هتف بذلك وهو ينقل بصره بيننهما مشيرا للزي المدرسي خاصتهما !..
ثم تابع بإحتقار:-
-وهما بعتنكم هنا عشان تتعلموا ملهمش ذنب في اللي بتعملوه ده ...

رفعت عيناها بصدمة لتقابله وقد لمعت بهما الدموع أثر حديثه الأذع وأخذت تهز رأسها بنفي قاطع دون أن تتفوه بحرف !
تحدثت "علا" بتوضيح:-
-انت فاهم غلط ااااده هو اللي ااااااا...
قاطعها مرة أخري بجمود:-
-عالعموم احمدوا ربنا انها عدت علي خير المرادي محدش عارف المره الجايه هيحصل ايه !..
ثم نظر "لليلى " الصامته ورمقها بنظرة طويلة ذات مغزي قبل أن يتجه لسيارته ويستقلها ليذهب بها بعيدا عنهما !..
شعرت بالبرودة تسري في جسدها وهي تري الجميع يشاهدها وهي تتلقي الحديث المهين لها ولعائلتها والأخص تربيتها ! فأخذت الدموع تتدفق من عينيها بغزارة ولم تتحرك من موضعها ...



-في أحدي الحارات الشعبية ...

أمطرت سيدة عجوز بقبلاتها الدافئة وأحضانها علي حفيدها الغالي الغائب منذ زمن ثم أبتعدت عنه قائلة بإشتياق:-
-ياااااه يافارس كل دي غيبه ياحبيبي !..
أبتسم وهو يلتقط كفيها ليقبلهما:-
-واديني رجعتلك ياست الكل، بس علي الله ماتزهقيش مني !.
رمقته مطولا بعتاب:-
-ازهق منك ! جالك قلب تقول كده ياحبيبي ده أنت الغالي أبن الغاليه طب هو انا عندي اعز ولا اغلي منك !...
ابتسم لها مجددا وانحني يقبل كفها المجعد بحب ومالبثت أن قالت بعدما نهضت من مكانها وامسكت عكازها:-
-تلاقيك علي لحم من بطنك من الصبح،انا هقوم اجهزلك الأكل اللي بتحبه !

نهض ليمسك بها قائلا:-
-انا واكل وزي الفل انتي بس أرتاحي !..
ثم نظر حوله بتفحص:-
-وبعدين هو أنا مش جبتلك بنت تساعدك في شغل البيت اومال هي فين مش شايفها ! ..
تحركت بعكازها وهي تهتف بسخط:-
-قطعت !هي دي بنات لا بتشتغل ولا بتنيل دي جايه تتمايص !..
ثم أردفت وهي تتجه للمطبخ:-
-وبعدين انا متعودة طول عمري اعمل شغل بيتي لوحدي مليش تقل علي دلع الخدامين ده وم !..

تنهد بصوت مسموع بعدما ولج خلفها ليخبرها:-
-انا مش عاوز غير راحتك، ومش عاوزك تتعبي في شغل البيت،مش كفاية انك مش راضية تيجي تعيشي معايا وتسيبك بقا من الحارة دي ..
أبتسمت بنقااء بعدما فتحت البراد:-
-انا زي الفل اهو، والحارة دي لو طلعت منها اموت يابني ده انا قضيت حياتي كلها فيها بحلوها ومرها ...
ثم أخرجت صحن الأرز باللبن الملئ بالمكسرات قائلة بود:-
-كأن قلبي حاسس أنك جاي قومت من الفجر وجهزتهولك ...

دنا منها ليلتقطه:-
-ده انا اللي محظوظ بقااا،أنتي ماتعرفيش وحشني الرز باللبن بتاعك قد ايه ؟!.
ثم جلس علي الطاولة القديمة المتواجدة في المطبخ وبدأ في إلتهامه فتمتمت بخفوت:-
-بالهنا والشفا ياضنايا..
ثم جلست امامه علي الطاولة تطالعه بحب لم تصدق أن حفيدها ذو ال 10 أعوام صار رجلا راشدا ناضجااا ! تفرست في ملامحه لتجده اخذ الكثير من اباه ولم يرث من والدته شئ مطلقااا فكيف له أن يأخذ منها شئ وهي تركته في كنف جدته لتنعم هي بكنف رجل أخر غير أباااه !..

عند هذه النقطة أبتلعت ريقها بتوتر واخذت تفرك يديها ثم هتفت بحذر:-
-فارس هو انت رحت زورت أمك !...
توقف عن الطعام فجاءة وابعد الصحن من امامه وقد تبدلت ملامحه تماما لتحتل القسوة ملامحه !..
فقالت "العجوز " بإستعطاف:-
-دي مهما كان أمك يابني ماتبقاش قاسي عليها كده !
هدر بها بعنف:-
-انا اللي قاسي ولا هما كل واحد شاف طريقه ومحدش فكر فيا حتي هي رمتني ليكي وراحت اتجوزت ونسيت ان عندها أبن !..

العجوز:-
-يعني كنت عاوزها تعمل ايه ؟ هي مأجرمتش دي اتجوزت علي سنة الله ورسوله ولا كنت عاوزها تفضل من غير راجل !...
تهكمت ملامحه وبشدة:-
-لا ونعم الراجل اللي اتجوزته،بلطجي ورد سجون قد الدنيا !...
ثم تابع بثبات:-
-اوعي تفتكري اني زعلان منها لااا انا زعلان عليها انها رمت نفسها لواحد زي ده !...

نهي حديثه ونهض من الطاولة بضيق دون ان يتفوه بكلمة أخري فتمتمت الجدة بينها وبين نفسها:-
-ربنا يهديك ويحنن قلبك يافارس !

جالسه علي الرصيف تبكي وتشهق بقوة فالأول مرة تشعر بالخزي من حالها هكذا جلست بجوارها رفيقتها تحاول تهديئتها:-
-خلاص بقاا ياليلى اهدي مش كده !...
تحدثت من بين شهقاتها:-
-اول مرة حد يمد أيده عليا ياعلا،ده بابا الله يرحمه عمره ماعملها !
علا بشفقة:-
-الله يرحمه ياحبيبتي !..
ثم تابعت سريعا:-
-بعدين هو خد جزاته اهو،وخد علقة محترمة عشان يحرم يتعرضلك بعد كده ! ..

ليلى ببكاء:-
-بعد ايه ماخلاص اتفضحت والكل هيفتكر ان كنت علي علاقه بيه ولا انتي ماسمعتيش كلام الشاب اللي دافع عني !..
ثم تابعت حديثها الباكي:-
-انا اتفضحت ياعلا،ومن بكرا سيرتي هتبقي علي لسان كل اللي في المدرسة !
علا:-
-ماتقوليش كده وبعدين انتي ماعملتيش حاجه تخافي ولا تتكسفي منها وفي ناس كانت واقفه وشايفاااه وهو بيتعدي عليكي ..بس اهدي انتي وكل حاجه هتتحل ! ..
بكت أكثر وأكثر قبل أن تلقي نفسها في احضان رفيقتها !...

وقف في شرفة المنزل يدخن بشراهه وقد شمر عن ساعديه وفك ازرار قميصه العلوية ليظهر بجسد رياضي متناسق وبينما هو علي حالته هكذا ولجت إليه جدته العجوز وقد أعدت له فنجان القهوة تركته علي السور أمامه ووقفت قبالته قائلة:-
-ماتاخدش علي خاطرك مني يافارس،انت عارف معزتك عندي !..
القي سيجارته بإهمال وتناول قهوته بصمت لتتاابع بعدها:-
-وصدقني انا مش بدافع عنها عشان هي بنتي ولا اااااا..

قاطعها هذه المرة وقد ترك الفنجان جانبااا وحاوط كتفيها بحنو:-
-اولا أنتي مش محتاجه تدافعي ولاتبرري حاجه ومش مستني منك كده ثانيا هي برضه أمي زي ماقولتي وليها حق علياا،والحق ده هعمله عشانك أنتي ..أنتي وبس.. تمام
انفرجت أساريرها بقوة قائلة:-
-ربنا يجبر بخاطرك يابني زي ما أنت جابرني ..
أبتسم لها قبل أن يطبع قبلة علي رأسها ليقول بعدها بتنهيدة:-
-انا لازم أمشي دلوقتي وهبقا أجيلك في وقت تاني !..

ثم تناول سترته السوداء وأخرج منها مظروف أبيض ووضعه في يدها:-
-خلي دوول معاكي عشان لو احتاجتي حاجه !..
وزعت نظرها بين الظرف وبينه قائلة بحزن:-
-هو انت جاي تسبلي فلوس وتمشي تاني ؟! انا مش محتاجه حاجه يابني .انا محتاجه وجودك معايا زي زمان ونفسي ترجع تعيش معايا تاني بدل ما انا لوحدي بين أربع حيطان !

ثم أبتسمت بحرج وتمتمت:-
-ولا خلاص بيت الست العجوزه دي مبقاش قد المقام ولايليق بفارس بيه !..
تحدث سريعا بجمود وهو يشير بعينيه لأركان المنزل وقد أنكمشت ملامحه:-
ايه اللي أنتي بتقوليه ده ؟! البيت ده من غيره محدش كان عارف مصيري هيبقي ايه ولافين ! ..
أنهي حديثه لتمسك بكفه برجاء:-
-خلاص خليك معايا النهاردة،النهاردة وبس يافارس واوضتك زي ماهي مانقصتش حاجه كل يوم برتبها وبنضفها علي امل انك هتيجي،خليك ...
تنهد بصوت مسموع قبل أن يجذب تلك العجوز لأحضانه فتلك الوحيدة التي لايدير لها ظهره أبدا ...

عادت "علا" أخيرا إلي منزلها بعدما أوصلت رفيقتها وبعدما نجحت في تهديئتها فتحسنت حالتها كثيرا وقبل ان تلج للداخل لاحظت وجود سيارة فارهة تصطف أمام منزلهم عقدت مابين حاجبيها بتعجب ! فمنطقتهم لاتليق ابدا بنوعية هذه السيارات الفاخرة ولم تعتاد عليها ! وقفت لبضع ثوان بذهول وأعجاب ثم رفعت كتفيها بدون اكتراث وولجت لمنزلها !...

خرجت من المرحاض متجهه إلي غرفتها سريعا حتي لايلاحظها أحد ثم أغلقت الباب خلفها وازاحت تلك المنشفة من رأسها لتنسدل خصلاتها المبتلة ءقفت أمام المرأة تراقب أنعكاس صورتها وهي تضع يدها علي وجنتيها بقهر،فالأول مرة في حياتها تصفع من أحد بل وامام الجميع ترقرقت الدموع في مقلتيها قبل أن تبدأ في السقوط واحدة تلو الأخري !

وبينما هي علي حالتها هكذا دلفت إليها ووالدته لتزف إليها نبأ:-
-ليلى! تيته تحية جات ومستنياكي بره !..
مسحت دموعها سريعا وامسكت بالفرشاة لتنشغل في تمشيط خصلاتها وهي تردد:-
-حاضر،هلبس وهطلع اهو !.
دنت منها والدتها تسألها بقلق وهي تتفحصها:-
-مالك ياليلى ! هو انتي كنتي بتعيطي ياحبيبتي !..

تركت الفرشاة واتجهت لخزانتها لتخرج ثياب بديلة عن تلك المنامة القطنية التي ترتديها وقالت:-
-مابعيطش ولاحاجه ! أنا كويسه !..
نادية بضيق وعدم تصديق:-
-ازاي ده أنتي شكلك معيط و ااااااااا ...
هدرت بها بعنف:-
-قولتلك مفيش حاجه !..

ثم القت ثيابها علي الفرأش وعقدت ساعديها امام صدرها بتبرم:-
-وممكن تتفضلي تطلعي عشان اعرف أغير هدومي !..
نظرت لها والدتها بإنكسار وخزي قبل ان تجرجر قدميها وتغادر غرفتها بصمت !..
زفرت الأخري بقوة وشرعت في تبديل ثيابها !..

بعد برهه خرجت وهي ترتدي بنطال جينز تعلوه ستره رمادية وخصلاتها السوداء تنسدل علي ظهرها بإنسيابية، حينما رأتها الجدة فتحت ذراعيها بقوة تستقبلها:-
-اهلا اهلا بالغالية،تعالي في حضني ياحبيبتي !.
أبتسمت ليلى علي مضض قبل أن تحتضنها،فملست الجدة علي ظهرها وهي تردد بفخر بعدما نظرت لنادية الواقفة جوارهم:-
-بسم الله ماشاء الله بقا عندك عروسة يانادية !..
نادية بإيجاب:-
-ياارب اشوفها عروسة يااارب !

خرجت "ليلي" من أحضان جدتها لتتحدث "تحية" بعتاب:-
-كده برضه ياليلى مأتساليش عن تيته المده دي كلها !
أزاحت "ليلى" خصلاتها خلف أذنها قائلة:-
-معلش ياتيته،ما أنتي عارفه أني ثانوية عامه والدروس والمذاكرة واخدين كل وقتي !...
ربتت الجدة علي كتفيها:-
-ربنا معاكي ويقويكي ياحبيبتي!...

وبعد بضع ثوان نظرت الجدة لنادية نظرة ذات مغزي فهمتها علي الفور لتنسحب:-
-طب أنا هاروح اعملكم حاجه تشربوها بقااا !
الجدة بمرح:-
-يااريت خلينا ندرددش انا وليلى سوا في موضوع !..
أبتسمت "نادية " وأنسحبت علي الفور لتبقي الجدة بمفردها معها ..
ليلى بتسأل:-
-خير ياتيته ؟..

تحية بتنهيدة:-
-بصي ياليلي أنتي ماشاء الله كبرتي اهو وبقيتي عروسة ! يعني هتفهمي كلامي اللي عاوزة أقولهولك !
هزت رأسها بإستفسار لتجيبها بجدية:-
-حسين وأمك معملوش حاجه غلط ولاحرام ده شرع ربنا ياحبيبتي يعني هما مأجرموش ولا حاجه عشان تعمليهم المعاملة دي !..

انكمشت ملامح "ليلى " بقوة وحدة فتابعت الجدة:-
-وماتزعليش مني امك كان مسيرها تتجوز يعني بحسين او من غيره كانت هتتجوز كنتي هتبقي مبسوطه لو راجل غريب هو اللي عاش وسطيكم ! لكن ده عمك انتي لحمه وعرضه يعني هيخاف عليكي احسن من الغريب وربنا العالم حسين بيحبك ازاي ده انتي بنته اللي مخلفهاش ! ووووز
نهضت "ليلى" بحده من مكانها لتقاطعها:-
-بس اسكتي هي وصلت انهم يبعتوكي ليا عشان توصليلي الكلام اللي حفظهولك !...
انهت جملتها بصراخ لتتفأجي بصوت من خلفها يصيح بها بقوة:-
-ليلى !

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
كيف تحافظين على هدوء أعصابك في معركة خضوع طفلك للنوم بأيام الدراسة؟ كيف تحافظين على هدوء أعصابك في معركة خضوع طفلك للنوم بأيام الدراسة؟ لهلوبة
0 249 لهلوبة
تعرف علي اسعار الدولار اليوم السبت 2-11-2019 بالبنوك ... وسط هدوء تراجعات العملة الخضراء تعرف علي اسعار الدولار اليوم السبت 2-11-2019 بالبنوك ... وسط هدوء تراجعات العملة الخضراء Moha
0 314 Moha
اثيوبيا علي صفيح ساخن .. بعد وفاة 16 في اشتباكات.. ناشط إثيوبي يدعو إلى الهدوء في إثيوبيا اثيوبيا علي صفيح ساخن .. بعد وفاة 16 في اشتباكات.. ناشط إثيوبي يدعو إلى الهدوء في إثيوبيا Moha
0 405 Moha
بهدوء ومن غير زعيق أو خناق .. طرق التعامل مع طفل بطىء التعلم بهدوء ومن غير زعيق أو خناق .. طرق التعامل مع طفل بطىء التعلم Moha
0 376 Moha
صور معبرة عن الصمت silence-expressive توبيكات عن الصمت والهدوء صور معبرة عن الصمت silence-expressive توبيكات عن الصمت والهدوء Moha
0 730 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، هدوء ، العاصفة ،












الساعة الآن 06:57 AM