logo


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى ميكس آر تي | Mixrt، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .


  1. منتدى ميكس آر تي | Mixrt
  2. الأقسام العامة
  3. القصص و الروايات
  4. رواية لعنة عشقك



02-01-2022 02:35 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10






t21996_8345

وفي ظلمة ذلك الليل في مكان اخـر..
كان يركض كلاهمـا بسرعـة رهيبة ممسكين بيد بعضهمـا...
وبعض الاشخـاص يركضـون خلفهـم بأقصى سرعة محاولين اللحاق بهم.. !!!
نظـر "ادهم" خلفه وهو مستمر بالركض ليجدهم بالقرب منه فهتف بسرعة وهو يقبض على كفها :
-اسـرعي يا شروق.. اركضي بأسرع ما يمكنك
وفجأة إلتوت قدماها لتسقط صارخة بتعب :
-لم اعد استطع.. اركض أنت.. اهرب !!!

هـز رأسه نافيًا بعنف ومد يده ليرفعها ولكن قبل أن يجذبها ليركضا مرة اخرى كان هؤلاء الاشخاص قد وصلوا ليمسكوا بها ويجذبونها بعيدًا عنه واخرين يحاولون تقييده....
كان كالثـور الهائج وهو يراها بين أيديهم وهي تصرخ محاولة الإفـلات.. ولكن فجأة سكن بمكانه عندما سمـع صوت رئيسهم يقول مهددًا بخشونة :
-اهدأ والا جعلتهم يغتصبونها الان!!!
فصول رواية لعنة عشقك
رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الأول

يجلس بهدوء تام على اريكة مكتبه، أول ازرار قميصه مفتوحة لتظهر عضلات صدره الضخمة والصلبة..
يدب على المكتب بأصابعه بخفة وعقله مخطوف لكون آخر وملكوت اخر..!
عقله خطفته تلك الجنية الصغيرة منذ اول وهلة وقعت عيناه عليها فأصبح عقله وروحه الجافة بين قبضتها...
تسحقه بتجاهلها له..
بخوفها المبرر منه...
لم يتمنى يومًا سواها، سوى امتلاكها، إلتهامها!..
وهو لم يتمنى شيءً ولم يحصل عليه!..

فهو الديكتاتور آدم صفوان ملك المافيا...
قانونه قاسي، مخيف، وحاد كالحديد الملتهب...
ولكن ذاك الحديد حتمًا ينصهر امام صغيرته الباردة فتُشكل هي قانونًا جديدًا يليق بعهدها!..
طرقات هادئة على الباب أفاقته من شروده فقال بصوت خشن:
-ادخل
دلفت المدعوة بزوجته جمانة تقدم قدم وتؤخر الاخرى..
قلبها يرتجف بعنف بين ضلوعها مما تود فعله!.

اصبحت امامه مازالت واقفة لا تجرؤ على الجلوس حتى قبل ان يأمرها بذلك، وهو لم يكن قاسيًا اذ امرها ببساطة:
-اقعدي يا جمانة بس ياريت تقولي اللي عندك بسرعة وتتكلي على الله!
ابتلعت ريقها بتوتر، وبدلًا من ان تجلس على الاريكة جلست على قدماه، تنظر لعيناه السوداء التي لم تهتز إنش واحد...
فتجرأت لترفع يدها ببطء تلعب في ازرار قميصه ملامسة صدره عن عمد وهي تهمس بحرارة ؛.

-وحشتني، وحشتني اوي يا ادم، ماوحشتكتش ليالينا سوا؟
تقوس فاهه بابتسامة باردة وهو يرد:
-لا ماوحشتنيش!
ثم اعتدل بحركة مفاجأة ليحيط خصرها بيداه وجسدها ظاهر من ذاك القميص المغري بالنسبة لاي رجل الا هو!..
ثم أردف وهو يحدق بعيناها التي كادت تلمع من رغبتها به:
-بس مفيش مانع لو اتسلينا شوية
لم يعطها الفرصة فقبلها بعنف، قبلة خالية من المشاعر الا الرغبة، الشراسة...!

نهض وهو محيطًا بها ليلقيها على الفراش، ابتسمت وهي تنظر له بإغواء فلم يتحرك وهو يفك ازرار قميصه كاملًا..
ليلقيه ارضًا مع باقي ملابسه، واقترب منها بجسده...
ولكن روحه في تلك الغرفة التي تقبع بها تلك الفتاة التي قلبت حياته رأسًا على عقب!
إنتفض بعد فترة قصيرة جدًا ليبعدها عنه وهو يردد بصوت أجش:
-يلا قومي امشي مش عايزك
حدقت به غير مصدقة تسأله:
-آدم؟! للدرجة دي مابقتش طايق لمستي؟ ولا البت دي آآ...

ولكنه قاطعه بنظرة حادة ثاقبة ومخيفة من بؤرة عيناه الحالكة، فابتلعت باقي حروفها على الفور، حينها استطرد بحدة عالية وهو يُخرج بعض الاموال ليلقيها في وجهها:
-خدي اللي أنتِ جيتي عشانه، يلا غوري من وشي
ولكن لم يعطها الفرصة لتنهض فارتدى هو ملابسه بثواني عدا قميصه ليبقى عاري الصدر، وغادر الغرفة متجهًا للغرفة التي كاد يجن جنونه من صاحبتها!..

كان احد حرسه يقف في اسفل الغرف حراسةً لتلك الصغيرة بالاعلى ولكن حُرم عليه الصعود لاعلى مهما حدث...
اقترب منه ادم فأحنى رأسه مسرعًا بأدب يردد:
-أمرني يا باشا
أمره ادم بجدية خشنة:
-هات مفتاح اوضتها
أخرج المفتاح بسرعة ليعطيه اياه فاستدار ادم ليغادر متجهًا لتلك الغرفة...
دلف الى الغرفة فاخترقت رائحتها التي تجعله ثمل أنفه، أحرقت دواخله كما تفعل عادةً!

تحركت عيناه بتلقائية نحوها ليجدها تجلس امام الشرفة المغلفة بحديد دون ان تتحرك، تأسر عيناها مظاهر الزهور كما يأسرها هو!..
لم تتحرك عندما شعرت به يقترب منها، ولكن ارتجفت حرفيًا عندما شعرت بيداه الثقيلة تحط على كتفها ويسألها ساخرًا:
-هموت وانا بفكر أنتِ بتسرحي ف مين كل ده؟!
فردت هي بتلقائية هامسة دون أن تنظر له:
-ف حبيبي
ازداد السواد بعينا ادم بدرجة مخيفة..
وجهنم أصبحت تشتعل بين عيناه الان!..

اشتدت قبضته بعنف وهو يضمها بقوة حتى أصدرت عظامه صوتًا مخيفًا، فلم تشعر بعدها الا وهو يجذبها من شعرها الناعم الطويل بقوة حتى التف حول يداه ليلصقها بالحائط...
اصبحت تتنفس بصوت عالي، مغمضة عيناها ليس ألمًا بل خوفًا من نظراته التي تتيقن من أنها حالكة كعين ذئب يوشك على إلتهام فريسته!..
جذب شعرها بعنف جعلها تصرخ بألم ليتشدق بصوت أجش:
-إياكِ، اياكِ تذكري اسم راجل قدامي
اومأت بسرعة ولم تهمس الا بصوت متألم:.

-انت بتوجعني، ادم!
عندما نطقت حروف اسمه هكذا، بدأت قبضته تخف تدريجيًا، ليغمس وجهه بين خصلاتها، وأنفاسه الساخنة تلفح وجهها الابيض بقوة، ليقول بنبرة متملكة:
-وانتِ دايمًا بتوجعيني، مع اني مش عارف سبب الوجع ده، بس أنتِ ليا يا اسيا، ملكي انا بس!
جادلته متأففة تحاول الابتعاد عنه:
-انا مش سلعة عشان اكون ليك او لغيرك.

ولكن في اللحظة التالية كانت ملتصقة بصدره عندما جذبها بعنف، يحدق بعيناها الزرقاء المتنمرة، يعرف أن صغيرته ليست لينة ولكن هو ايضًا ليس بالصلب المتساهل!..
خرجت حروفه هادئة ولكنها خطيرة كجلد الثعبان:
-ماتنسيش، أنتِ مراتي، مراتي انا! وحياة ابوكِ كلها ف إيدي لو عاوز ادمره هبلغ عنه العصابة اللي بتدور عليه، مش هلوث ايدي بدمه حتى!
عندها لم تتحمل تصنع البرود فظلت تضربه بجنون على صدره وهي تصرخ بانهيار:.

-ملعون ابو الجوازة دي، انا ما وافقتش عليها من الاساس، ابويا اللي جوزني منك بعد ما هددته اكيد
لم يرد عليها فلم يكن منها الا ان اشتعل انفجارها فأكملت صارخة:
-زهقت من الحياة دي، بقالي شهر قاعدة ف الاوضه الملعونة دي وانا مش عارفة انت عايز مني ايه؟! لية اتجوزتني! مش عارفة الا انك عايزني زيي زي اي كرسي ف البيت ده ملكك بس.

نظر في عيناها التي تحبس دموعها بصعوبة، لتغيم عيناه السوداء بالرغبة فيزداد سوادها وحلكتها اكثر وهو يهمس مقتربًا منها ببطء:
-عايزك، ومفيش ست ف الدنيا هتجنن عليها زيك!
اصبح ملتصقًا بها شفتاه تتلمس اذنها وهو يكمل هسيسه الخطير:
-عايز اجيب منك اطفال، اطفال كتيير منك أنتِ بس!
زمجرت باندفاع:
-مش هتلمس شعرة واحدة مني، ومستخيل أخلف من انسان قذر زيك بكرهه اكتر من اي حاجة!

صفعها بقوة لتسقط ارضًا من قوة صفعته، شعرت كما لو أنها كاد خدها أن ينخلع من مكانه!..
فلم تشعر بدموعها الصامتة التي بدأت تنزل بهدوء تام..
رفعها من ذراعها هو فجأة ليردف بحدة:
-هتخلفي مني وهيحصل حمل غصب عنك حتى لو اجبرتك على ده، أنا مابتنازلش عن حاجة ملكي، وانتِ ملكي من يوم ما عيني جت عليكِ
ختم اخر حرف له بقبلة لشفتاها المنفرجة امامه فلم يستطع تمالك نفسه...

إلتهم شفتاها بعنف، بعشق وقوة وهو يحيطها برفق غير مباليًا بدموعها التي ازدادت هطولًا وهي تحاول التحرر من بين يداه!..
ابتعد اخيرًا بعد دقائق يلهث وهو يقول بجنون:
-كوني ليا الليلة، الليلة بأرادتك حسسيني إنك مراتي بجد!
أصبح يقبل وجهها ببطء شديد عله يحرقها كما تحرق كل خلية به، ولكنها كانت باردة بدرجة كافية وهي تخبره:
-مش هيحصل انا بكرهك ابعد عني.

ولكنه لم يبتعد بل على العكس ازدادت قبلاته تطلبًا، ويداه تتجرأ عليها اكثر حتى رفع طرف ثوبها
حينها صرخت وهي تدفعه بعيدًا عنها:
-ابعد عني، مش طايقة لمساتك، ومحدش هيلمسني الا اللي احبه!
ولكنه لم يبتعد ايضًا، اصبح كالمُغيب عن الوعي يسعى لما يريد طوال شهور عديدة...

ولكن عند نطقها تلك الحروف التي أصابت جنونه بها لم يكن منه الا أن صفعها للمرة التالية ولكن هذه المرة بعنف أكبر جعلها تفقد الوعي، ولكن ربما ليس بسبب تلك الضربة بل من الضغط النفسي!..
فنهض هو ببطء متجهًا للخارج وأغلق الباب خلفه وبمجرد أن اغلقه امسك مزهرية موضوعة ليضربها بالحائط بعنف حتى تكسرت ثم امسك قطعة زجاج ليجرح بها يده التي صفعتها وببطء دون أن يأن بآهة ألم حتى!..

ثم ألقاها وهو ينادي احدى الخادمات المخصصة ل اسيا لتدلف لغرفتها سريعًا وهو يغادر بصمت مخيف ودموع تلك الصغيرة تمزق مخيلته كلما تذكرها؟!

وفي ظلمة ذلك الليل في مكان اخر..
كان يركض كلاهما بسرعة رهيبة ممسكين بيد بعضهما...
وبعض الاشخاص يركضون خلفهم بأقصى سرعة محاولين اللحاق بهم..!
نظر ادهم خلفه وهو مستمر بالركض ليجدهم بالقرب منه فهتف بسرعة وهو يقبض على كفها:
-اسرع يا شروق، اجري بأقصى قوة عندك يلا
وفجأة إلتوت قدماها لتسقط صارخة بتعب:
-مابقتش قادرة، اجري انت، اهرب.

هز رأسه نافيًا بعنف ومد يده ليرفعها ولكن قبل أن يجذبها ليركضا مرة اخرى كان هؤلاء الاشخاص قد وصلوا ليمسكوا بها ويجذبونها بعيدًا عنه واخرين يحاولون تقييده...
كان كالثور الهائج وهو يراها بين يداهم وهي تصرخ محاولة الإفلات، ولكن فجأة سكن بمكانه عندما سمع صوت رئيسهم يقول مهددًا بخشونة:
-اهدى والا هخليهم يغتصبوها قدامك دلوقتي!

صدر صوت قوي نتيجة احتكاك اسنانه ببعضها بعنف بينما انفاسه العالية كعلامة لبدء الحرب...!
ضرب احدهم بقوة ليقع ارضًا ثم بدأ يضرب الاخرين بجنون وهو يزمجر بوحشية:
-مفيش قذر منكم هيقدر يقربلها لان ساعتها هيكون ف قبر منتن يليق بيه!
أمسك احد الرجال بشروق من ذراعها بقوة ليُسقطها ارضًا ثم بدأ يحاول تمزيق ملابسها عندما اشار له قائدهم...
تعالت صرخات شروق المرتعدة وهي تنادي:
-ابعد عني يا حقير، ادهممم ارجوووووك!

ترك ادهم ذلك الرجل مسرعًا ليقع الرجل ارضًا فقال صارخًا بسرعة:
-خلاص اهو سبته، ابعد عنها يا ندل
وبالفعل ابتعد الرجل عنها ليقول كبيرهم بصوت اجش:
-يلا اديني اللي سرقته يا حرامي
أغمض ادهم عيناه بقوة يلعن ذلك الحظ، لم يفشل ولو مرة في مهامه!
ولكن الان فشل وبجدارة بمجيئها معه...!
أمشك بالحقيبة التي كان يحملها على ظهره ليلقيها ارضًا وهو يردد بحدة:
-هاوريك الحرامي ده هيعمل فيك ايه.

أخذها الرجل سريعًا وهو يسخر منه متابعًا:
-كنت مفكر اننا هنسيب لك فلوس تساوي ملايين؟! ده انت اهبل اوي
اومأ ادهم دون ان يرد، ثم تنفس بصوت عالي يأمرهم بلهجة مُخيفة:
-يلا سيبوها حالا
وبالفعل تركوها لتركض نحوه ترتمي بأحضانه وقد بدأت شهقاتها تتعالى، ليحتضنها هو بقوة، الخطأ منه لانه سمح لها أن تأتي!.
ضمها له بشدة وقد رأى هؤلاء يغادرون المكان بسرعة، أغمض عيناه وهو يضغط على خصرها ويضمها له اكثر هامسًا:.

-هششش، ارجوكِ اهدي يا بندقتي، أنتِ معايا دلوقتي محدش هيقدر يلمسك!
رددت وأنفاسها الساخنة تلفح عنقه:
-كنت هموت من الرعب يا ادهم، خوفت بجد عشان كدة كنت بقولك شغلك مع ادم افضل من السرقة
كز على أسنانه بعنف وهو يسب بشراسة، ليخبرها بصوت هادئ وحازم:
-الخوف اتحرم عليكِ وأنتِ ف حضني! ويلا بقا على البيت
ابعدها عنه برفق ليمسك يداها ويغادرا معًا بهدوء تام...

وصلا بعد مدة لمنزلهم الصغير في احدى الحارات الشعبية الضيقة..
دلفت هي اولًا لتجلس على السرير في غرفتها بصمت تام...
تحاول الخروج عن سطو تلك الحالة التي أرهقت روحها حرفيًا...!
جلس هو الاخر جوارها فمالت هي للخلف تتمدد على الفراش، ليميل هو عليها ببطء حتى لثم جبينها بعمق زافرًا أنفاسه الثقيلة..
نظر في عيناها لتهبط دموعها رويدًا رويدًا فمد يده يمسح دموعها بأصبعه وهو يهمس بصوت حنون:.

-ماتبكيش ارجوكِ انتِ متعرفيش دموعك بتعمل فيا ايه!
ثم أكمل بوعيد شيطاني:
-اقسم بالله هخليهم يعيشوا ف ألم ضعف اللي انتِ عشتيه اللحظات دي!..
وتحركت شفتاه رغمًا عنه ليُقبل عنقها ببطء وعمق جعلها كالمخدرة...
ولكن سرعان ما دفعته بعيدًا عنها وهي تستطرد بهدوء حاولت جعله مرح:
-اللي يشوفنا كدة يقول اننا اتنين عُشاق مش زي الاخوات!.
اومأ مؤكدًا وهو يستدرك نفسه بسرعة:
-ايوة احنا مش اخوات فعلا.

احتضنت ذراعه مبتسمة وهي تكمل:
-اتربينا سوا في الملجأ القذر ده بس انت زي اخويا فعليًا
عندها لم يستطع فدفعها بعيدًا عنه صارخًا بجنون:
-قولت انا مش اخوكِ ومش هكون اخوكِ!
ارتعشت شفتاها وهي تهمس بصوت خفيض:
-خلاص ما تتعصبش أنت مش اخويا يا ادهم..!

ثم نهضت تكاد تغادر الغرفة وهي تحبس تلك الدموع بصعوبة، لتجده يسحبها من ذراعها فجأة بقوة لتصطدم بصدره العريض فوجدت نفسها بين احضانه، يحيطها بذراعاه بينما يتنفس بعمق ليخزن برائحتها رئتيه وانفاسه تُلهب رقبتها، ليهمس بصوت متألم:
-ادهم بيموت، نار بتولع فيه وأنتِ مش حاسه بيه!
*******.

-خارج مصر في احدى الدول الاجنبية-
رجل عجوز بالخمسين من عمره تقريبًا، يجلس في غرفة ما امام الشرفة وبين يداه صورة لأبنته الوحيدة اسيا
يتحسسها بأصبعه وهو يردد بشرود وكأنه في دنيا اخرى غير تلك التي بدأت تظهر له مخالبها بعد النعيم:
-اشتقت لك يا طفلتي، اشتقتلك جدا!
ثم ابتسم بحزن متابعًا:
-بقيتي تلاته وعشرين سنة بس لسة طفلة بالنسبة لي...
كادت دموعه تنهمر ويكمل بصوت مبحوح متذكرًا ما حدث:.

-بُعدي عنك على عيني يا نور عيني، الله يلعن اليوم اللي قررت اشتغل فيه ف الشغل المشبوه لولاه ماكنش هددوني الحثاله دول!
مسح دموعه بسرعة ثم اكمل بصلابة:
-سامحيني ملاقتش مكان أمن اكتر من حضن ادم صفوان، حتى الشيطان مايقدرش يأذيكِ هناك
هز رأسه ثم أردف وكأنه يحادثها:.

-اه هو صعب شوية، لا شويتين الصراحة! بس انا متأكد إن طفلتي هتخليه يلين معاها هي! بالرغم اني ما تعاملتش مع ادم الا كام مرة بس عرفت انه وقع ف شباك عشفك يا طفلتي، وقع زي منا وقعت في عشق والدتك الله يرحمها، عشق يمكن مؤلم ومتعب كمان في البداية بس انا واثق انك مُدرسه تقدر تتعامل مع عنفه بس لما تعشقيه!..
تمدد ببطء على الاريكة يحتضن الصورة بحنان وهو يتابع:.

-مش هقدر اعرضك للخطر معايا واتنقل بيكِ من مكان لمكان كل يومين!
وارتسمت ارق ابتسامة على وجهه هامسًا:
-تصبحي على خير يا طفلتي...!

-القاهرة الكبرى، المعادي-
كانت سيليا تسير بخطى هادئة مترنحة نوعًا ما بسبب السجائر المكونة من مخدرات التي شربتها ولاول مرة..!
لم تبالي عندما ركضت خلفها صديقتها فأصبحت تمشي دون توقف حتى وصلت منطقة شبه مهجورة وحدها...
سقطت على الارض وهي تردد بلا وعي بصوت مبحوح:
-لية بيحصل معايا كدة؟! كل حاجة فلوس فلوس، الحياة مابتمشيش من غير الفلوس!
نظرت للسماء الزرقاء لتلمع عيناها الزيتونية وهي تهمس بحروف زائغة:.

-واضح إن شقيقتي الوحيدة هتموت لو ماجبتش الفلوس دي، وهبقى مليش مكان اقعد فيه كمان!
وفجأة صرخت بانهيار:
-طب اجيب الفلوس دي منيين!؟
أمسكت بهاتفها لتلقيه بعنف على الارضية وهي تكمل صراخها المبحوح:
-والحيوانة شروق مابتردش ليية، مابتفتكرنيش غير ف المصايب بس! هأ وانا متوقعة منها ايه ما احنا اتربينا ف ملجأ حقير واتعلمنا كل حاجة وحشة مانفعناش الا انه كان مكان نقعد فيه!

وفجأة إنتبهت لشخص ما يقف امامها فرفعت عيناها ببطء لتتجمد عندما وجدت من ينظر لها بترقب ولكن نظراته لم تكن ثابتة اذ كان يبدو من هيئته انه ثمل وبشدة!..
نهضت مسرعة وهي تسأله بحروف متقطعة:
-عايز ايه انت كمان؟ اوعى تقول عايز فلوس زيي!؟
وفجأة وجدته يمسك ذراعها بقوة ضاغطًا عليه وهو يقول برغبة:
-لا مش عايز فلوس، عايزك أنتِ!
دفعته ببطء وهي تسبه بحنق:
-ابعد عني، الله الله ايه مشكلتك معايا عايزني ايه وجنون ايه؟!

استدارت وكادت ترحل مترنحة ولكن فجأة وجدته يسحبها معه بجنون وهي تهذي بكلمات غير مفهومة...
ثم أسقطها ارضًا وهو فوقها يمزق ملابسها بعنف، وهي تحاول دفعه بعيدًا عنها بعشوائية...
بينما هو لم يراها، كان يرى زوجته الراحلة، الخائنة فقط!
زوجته التي جعلته يصبح قاتلًا على اعتقاد أنها قُتلت غدرًا ولكن اليوم فقط اتضح له انها لم تكن سوى خائنة!..
اصبح يُقبل سيليا بجنون وهو يردد:.

-لية عملتي كدة؟ هاا جاوبيني انا اذيتك ف ايه؟!
ولكن الاخرى كانت كمن يقاوم حتى يدفعه، تقاوم لتتمسك بوعيها ورشدها ولكنها صارت تستطرد بوهن:
-ابعد عني عشان مش أذيك بجد!
وفجأة شعرت بملابسها تمزق بسرعة وهو يُكبل يداها الاثنان بقبضته القوية السمراء...
بينما يهمس عند اذناها:
-هششش اسكتي، مش هتحصل حاجة وحشة، هتحبي الموضوع!
همس بأخر حرف وهو يُقبل شفتاها بعنف حتى شعر بدماءها بين شفتاه...

حاولت ابعاده اكثر من مرة، ولكن ارتخت أعصابها عندما يأست من تركه لها!..
لمساته الخبيرة كانت تؤثر فيها نوعًا ما وهي مستسلمة...
ولكن شعور الالم الذي اصبح كالمُخدر اقوى منها...!
كانت تشعر بكل شيء، ولكن كمن ليست قادرة على اعطاء رد فعل!

-قصر آدم صفوان-
في الصباح دلف ادم إلى غرفة صغيرته الحمقاء بهدوء...
لم يلقي تحية الصباح حتى على زوجته المصونة فهو متأكد من أنها لا تفرق معها تلك الامور...
ما يفرق معها حقًا هي الاموال!..
الاموال التي تزوجته من اجلها ليس الا..
كانت اسيا تغط بنوم عميق عندما دلف ليتجه نحو فراشها...
جلس على الفراش جوارها لينزل بعيناه ببطء عند بطنها البيضاء التي ظهرت من التيشرت القصير الذي ترتديه عند النوم..

فمد يده بهدوء شديد يتلمسها ببطء، ليلفت نظره الاثر الواضح على وجنتها من صفعته امس..
فاقترب منها ليطبع قبلة رقيقة على وجنتها أشعلت ما يدفنه داخله من اجلها!..
لا يريدها ان تخافه اكثر، لو دخلت داخله وعلمت الجنون الذي ينشب كأقوى وأعنف المعارك تجاهها لهربت رعبًا ليس اكثر!..
تحسس موضع الصفعة وهو يهمس بشرود:
-اسف يا طفلتي، حاجتين مابقدرش اتحكم فيهم، عصبيتي و...
اغمض عيناه وهو يلثم جانب ثغرها برقة:.

-وهوسي بيكِ!، هوسي ومرضي اللي انا مش عايز علاج ليهم...
وفجأة استيقظت لتفتح عيناها وهي تدفعه بعيدًا عنها حتى كاد يسقط:
-ابعد عني ماتقربش مني كدة، أنت ما بتفهمش عربي؟
اغمض عيناه بقوة يحاول التحكم بأعصابه حتى لا يفتك بها...
فلو كانت شخصًا اخر لكان أفرغ رصاصه بعقله الان!..
فتح عيناه المظلمة فجأة ليقول بخشونة:
-يلا البسي هدومك وانزلي هنفطر سوا.

ثم خرج دون ان يعطيها فرصة الاعتراض، فاتسعت عيناها وهي تحدث نفسها بحيرة:
-معقول كلامي امبارح عن خروجي أثر فيه فعلًا؟! ده عمره ما فكر يخرجني من الاوضه دي!
ثم ضربت رأسها وهي تنهض بسرعة:
-بطلي رغي يا اسيا وقومي، انا هاوريه مين هي اسيا الشرقاوي!
وصلت للدولاب المخصص لها...
لا تنكر أنه يعيشها برفاهية كما كانت في منزل والدها، ولكن اشياء اخرى كالشعور بالسكينة تفتقدها!..

وفجأة وجدت من يدلف دون طرقة حتى الباب، إلتفتت لها مسرعة لتجد زوجته جمانة
فسألتها أسيا ببرود:
-يا ترى عايزة ايه عشان اتشرف بوجودك ف اوضتي!؟
كزت جمانة على أسنانها بغيظ، ثم أردفت بهدوء مصطنع:
-ولا حاجة، ادم بس أمرني اني اديكِ الهدوم دي عشان تلبسيها وتنزلي للجنينة!
عقدت أسيا حاجبيها مفكرة بكلامها، فهي لم تتعامل مع جمانة سوى مرة او مرتان تقريبًا، ولكن لم تبدو لها المرأة المسكينة اطلاقًا!..

قطع تفكيرها صوت جمانة المتلهف بخوف مصطنع خال على اسيا قبل ان تغادر:
-يلا يلا، واحب افكرك انه عطاكِ مهلة عشر دقايق وتكوني ادامه والا هتشوفي رد فعل مش هيعجبك ابدًا
ثم أغلقت الباب خلفها لتفتح اسيا تلك الملابس التي كانت عبارة عن شورت چينز يصل لما قبل الركبة وتيشرت نصف كم ضيق...
ارتدتهم بلامبالاة متجاهلة كلام ادم الذي اخبرها به منذ أتت لمنزله.

اقسم بالله لو شوفتك بالهدوم دي ادام راجل تاني غيري هاوريكِ الجحيم في الدنيا !
فتحت الباب وخرجت بهدوء متجهة للحديقة، لم يكن الحرس موجودين فابالطلع امرهم ادم بالخروج لتهبط هي...
توجهت نحو الحديقة حيث يجلس كلًا من ادهم وادم الذي كان يستمع لأدهم -صديقه المقرب- وهو يقول:
-كنت هموت من القلق امبارح يا ادم، مكنتش متخيل ان يحصل لشروق حاجة وحشة وبسببي كمان!
ابتسم ادم متهكمًا ببرود:.

-تستاهله، كام مرة قولتلك تيجي تشتغل معايا بس انت كالعادة بترفض وانت بتقول زي البغبغان لا يا ادم، السرقة اهون من تجارة السلاح يا ادم !
وقبل ان يرد ادهم كانت اسيا تندفع تجاههم بطلتها السارقة للأنفاس..
ليُنزل ادهم عيناه بسرعة قبل أن يدقق بها، وعندما رأى عينا ادم التي أحمرت وهو يصك على أسنانه بعنف حتى اصدرت صوتًا همس بقلق:
-الله يرحمك يا مرات اخويا كنتي طيبة!

وكذلك كان حال اسيا التي تراجعت بارتعاد عندما هب ادم واقفًا وهو يصرخ بأسمها بجنون:
-أسيا...!
وبلحظة كان يقترب منها مندفع كالثور الهائج الذي يوشك على ارتكاب جريمة الان بينما هي تتراجع كالقط المذعور...!
تاااااابع اسفل


:. كاتب الموضوع زهرة الصبار ، المصدر: رواية لعنة عشقك .:

v,hdm gukm uar;

 
 




look/images/icons/i1.gif رواية لعنة عشقك
  02-01-2022 02:37 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

كادت تركض من أمام ذلك الذئب الذي كان على وشك الانقضاض عليها..
قدماها لم تعد تحملاها وأعلن دقات قلبها السكون لحين أصدار لحن يتفاقم وسط تلك كالنيران المشتعلة!..
ولكن كرامتها ك أسيا الشرقاوي كانت كأرض صلبة إنتشلت جاذبية الكون لتُثبتها على الارض اسفلها..
وبأقل من لحظات كان امامها يسحبها من ذراعها بعنف خلفه متجهًا لغرفتها، وهي لم تنطق بحرف..

ولكن عندما جذبها وهو يتسابق مع الريح في خطواته كادت تسقط على السلم فتأوهت بصوت عالٍ صارخة:
-استنى رجلي هتتكسر يخربيتك!..
ولكن لم يُعيرها انتباه، الجنون أطلق نيرانه في ساحة عقله فلم تتبقى ولو خلية واحدة تحثه على الهدوء!..
وصل الغرفة فدفعها بكل قوته للداخل فسقطت مصدمة في الأريكة ثم ابتلعت ريقها بقلق عندما أغلق الباب..
حاولت النهوض وهي تهمس بحروف مرتعشة:
-ادم لو سمحت اهدى، كل الموضوع إن، آآ.

ولكنه قاطعها عندما قبض على ذراعاها الاثنان بقوة حتى تأوهت من ألم قبضته، فظل يهزها بعنف حتى اصطدمت بالحائط خلفها اكثر من مرة وهو يصيح بجنون:
-ازاي عملتيها؟ ازاي اتجرأتي!، تظهري ادام راجل غريب بالمنظر ده؟ ازاي!
قال اخر كلمة بصراخ ازداد أشعره ان حباله الصوتية على وشك الأنفجار...
ليدفعها بعيدًا عنه وهو يكمل وكأنه مصدوم:.

-رغم تحذيراتي الكتيرة واني قولتلك ان الموضوع ده بالنسبالي خطير ضربتي بكل كلامي عرض الحيط وخرجتي تبيني جسمك للغريب!
وفجأة صرخت هي الاخرى بحدة لم تبالي أنها سلاح موجهة ضد من هو ضد الكسر!

-بطل جنان بقا، لو كنت مريض انا هعالجك وهتسمعني غصب عنك يا مجنون!
إرتعش جسدها كله وكأن صوته الذي خرج للتو زلزال مُخيف:
-أسيا!
ثم اقترب منها ببطء، ببطء شديد وهو يحدق بزرقة عيناها التي اختلطت بالاخضر كخلفية واضحة لقلقها منه!..
ليصبح على بُعد إنش واحد منها يهمس بصوت اشبه لفحيح الافعى:
-أنا مفيش حد على وش الدنيا يقدر يجبرني على حاجة مش عايزها، سمعتيني؟

اومأت مسرعة ليبتعد ولكن على العكس اقترب اكثر حتى شعرت بسخونة جسده فوق جسدها، ولكن تلك المرة ليس رغبةً وإنما غضبًا وجنونًا!..
وكأن ذلك الرجل سقطت حروف قاموسه جميعها الا من تلك المشاعر..
ثم قال وهو يتحسس قدمها البيضاء الظاهرة:
-لو عايزة تظهري مواهبك ف المفروض تظهريها لجوزك بقا اولى من الغريب..!
كادت تفقد توازنها عندما مس قدمها بتلك الطريقة، ولكنها تماسكت وهي تخبره ببرود:.

-بما أنك مش عايز تسمعني، ف اه انا عايزة اظهر مواهبي ادام الغريب!
اغمضت عيناها بسرعة عندما سمعت زئيره العالي الذي يشبه زئير اسد سينقض على خصمه الان، وتوقعت صفعة عنيفة تجعلها تفقد الوعي...
ولكن تلك الصفعة لم تكن لها بل كانت للمرآة المعلقة التي تهشمت لقطع صغيرة اختلطت بدماء يده التي اصبحت تنزف بغزارة...
شهقت راكضة نحوه بسرعة تصرخ بأسمه:
-كفاية جنان..
أشار لها بيده الاخرى محذرًا:.

-لو مش عايزة الضربة دي على وشك ابعدي حالًا!
عادت للخلف بسرعة وهي تفكر...
هو يتأثر بها أليس كذلك؟!..
يغلي من لمسة منها!..
فلتستغل تلك النقطة اذًا!
اقتربت منه فجأة لتحيط وجهه بيداها وتقبله هكذا دون مقدمات...
تحاول التأقلم مع الخبرة التي تكاد تكون معدومة التي تمتلكها امام جنونه وشغفه المطيح بالعقل عندما يُقبلها هو..
وفجأة وجدته يدفعها بعيدًا عنه بعنف، ثم يبصق على الارض وهو يتشدق بقسوة:.

-مش انا الراجل اللي الشهوة بتمشيه! ما تخليش رغبتي فيكِ تلهيكِ عن شخصيتي الحقيقية، انا ماحاولتش اقرب منك من يوم ما اتجوزتك الا امبارح!
استدار وكاد يسير ولكنه توقف فجأة ليكمل ساخرًا مزيدًا طنين قسوته الموجعة:
-ومابتستغلش جسمها وشفايفها زي ما عملتي دلوقتي الا العاهرات!
ثم استدار ليغادر صافعًا الباب خلفه بقوة ولكنها لم تتحرك...
ظلت مكانها نظراتها جامدة وكأن الروح سُرقت منها..
وكلمته القاسية تتردد بأذنيها.

عاهرة، عاهرة، عاهرة !،.

تأوهات سيليا التي استيقظت لتوها عبأت الغرفة...
فتحت عيناها ببطء شديد تنظر حولها، لم تكن بغرفتها، لقد كانت في غرفة تراها لأول مرة بحياتها!..
ومضات سوداء من ليلة امس تخترق ذاكرتها كڤيروس يُصر على تدميرها..!
أمسكت برأسها تصرخ من الالم الذي يلفح عقلها:
-آآه، الالم ما يُحتملش، مش كفاية جسمي!
وفجأة وجدته يدلف بهدوء تام يغلق ازرار قميصه وهو يتشدق بسخرية باردة:.

-واخيرًا صحيت الاميرة النائمة، ده انت فكرتك مش هتصحي قبل اسبوعين!
نهضت تحاول الثبات متجاهلة الألام بجسدها، وما إن وقفت حتى كادت تسقط فسارع هو يحيطها بين ذراعاه، تتعلق نظراته بنظرات عيناها الشرسة، الغاضبة التي تحمل خلفية من اللون الاحمر الذي تحبس خلفه دموعها!..
كاد يغرق بين غابات عيناها الزيتونية، فابتعد مسرعًا وهو يتمتم متهكمًا بخبث:
-اسف يا زيتونة، واضح اني كنت عنيف امبارح.

ثم نظر لها مرة اخرى رافعًا احد حاجبيه:
-بس آآ، لية متهيألي ان الليلة دي عجبتك جدا؟!
عندها لم تحتمل فتركت الحرية لدموعها تلحن صوتها الهيستيري وهي تصرخ:
-الله يلعنك يا حقير، انا ماكنتش ف وعيي، مكنتش قادرة اقاوم حتى!
ابتسم بسخرية ألمتها وهو يردف:
-يا طاهرة يا بريئة وراحت فين عذريتك؟! راحت هي كمان لما ماكنتيش ف وعيك صح؟
عضت على شفتاها بقوة، لتهمس بصوت مبحوح دون وعي:
-لما كنت طفلة!

تأفف ساخرًا وهو يرتدي الچاكيت مرددًا:
-عشت سنين مع ممثلة بارعة زيك وامباىح اكتشفت انها مجرد خاينة ف مش هتأثر ب زيتونة صغيرة بتحاول تمثل زيك!
كاد يغادر ولكن إلتفت لها للمرة الاخيرة وقد عاد لجديته، لقسوته وخشونته المعهود بها، يتابع بحدة:
-ماجبتكيش هنا الا لما فوقت، وعشان تبقي عارفة لو مكنتش سكران مكنتش قربت من واحدة بائسة زيك
ولكن قبل أن يغادر وجدها تسحبه من ذراعه بقوة وهي تصرخ بشراسة:.

-أنت مفكر ان الموضوع بالسهولة دي؟! تاخد اللي انت عايزه زي الحيوان وتمشي كدة!
وفجأة لوى ذراعها بعنف خلفها يضغط عليه مغمغمًا بجمود:
-لما تتكلمي مع جواد صفوان تلتزمي حدودك!
ثم ترك ذراعها ببطء، هبط بعيناه لجسدها الذي لا يستره سوى قميصه القصير وخصلاتها تغطي جانب وجهها، أحس بالدوار الذي داهمها كأعصار خفي كاد يختطفها منه..
ليحيط خصرها بنعومة فتستند هي على صدره بتلقائية، عندها همست بصوت هادئ بارد:.

-عايزة فلوس، ساعتها مش هتكلم لأي شخص باللي حصل، اديني بس فلوس
كانت تهبط ببطء لاسفل وأصابعها الناعمة تلمس عضلات صدره الظاهرة من الازرار المفتوحة، بينما أنفاسها تحرق جلدة متفاعلة مع لمسة غريبة منها!..
قربها منه اكثر حتى اصبحت ملتصقة به تمامًا، ليهمس بهسيس متساءلاً:
-اسمك ايه؟
اجابته بنفس الطريقة:
-سيليا
-هاديكِ الفلوس اللي إنتِ عايزاها يا سيليا.

قالها وقد بدأت اصابعه تعبث بأزرار القميص الذي ترتديه، وأصابعه تتحسس ملمس جلدها الناعم لتغمض هي عيناها ببطء مقهور منصهر...
حسنًا، هي فقدت عذريتها منذ زمن، فلا مشكلة في قضاء بعض الوقت من اجل شقيقتها الوحيدة!؟..

-قصر آدم صفوان-
كان أدهم على وشك الرحيل عندما كان يجلس أدم بصمت على كرسيه يدخن بشراهه...
فسأله ادهم متسفسرًا بهدوء:
-صحيح، تقدر تقولي فين ابن عمك المصون جواد ؟ مش عارف اوصله من امبارح
لم ينظر له أدم وهو يخبره ببرود وكأنه يمليه طقس اليوم:
-امبارح بعتله دليل خيانة المرحومة مراته، تلاقيه سكران هنا ولا هنا
شهق ادهم بعنف غير مصدقًا:
-ايه! وبتقولها كدة ببساطة؟
أكمل أدم وكأنه لم يسمعه:.

-ماقدرتش اشوفه منهار عشان واحدة خاينة، وابن مرات ابوه ال***** بيواسيه وكأنه ماخانهوش مع مراته!

ثم نهض فجأة وهو يطفئ السيجار متابعًا:
-هوصل له بطريقتي، دلوقتي يلا قوم على بيتك
ابتسم ادهم بعفوية، فعلاقته ب أدم لم تكن كصديق وصديقه، بل كانت كشقيق وشقيقه، كروح وإنقسمت بين بذرتين!..
اقترب منه يهمس بهدوء حذر:
-أدم، انا مش بحب اتدخل ف حياتك الشخصية وخاصةً اللي يخص مرات اخويا بس حاول تكون رقيق معاها دي البنت كرهت الدنيا يا راجل
تعمد ألا ينطق أسم اسيا منعًا لطفو جنون أدم الان...

فهو يغار وبجنون من أقرب الاشخاص إليه حتى!..
وما يكاد يجعل ادهم يموت حيرةً أن أدم لم يعترف بحبه لها حتى الان!..
عاد أدهم من شروده على صوت أدم الذي صعد لأعلى متمتمًا بصوت أجش:
-هحاول..
تنهد أدهم وهو يسحب اشياؤه ليغادر بهدوء، بينما أدم لم ينطفئ شعلة غضله، حتى الان يكاد يود أن يمزق احشاءها لظهورها هكذا امام اي رجل سواه!..
أوقف أدهم مردفًا بجدية:.

-ادهم، لو ماقدرتش تقول لشروق عن عشقك ليها، ابعد عنها على قد ما تقدر!
اومأ ادهم دون ان ينظر له ليغادر بهدوء، ليته يستطع إبعادها!..
ليته يستطع التغلب على داء عشقها الذي كرمش جوارحه حتى باتت معدومة...

وصل ادهم المنطقة التي يسكن بها مع معذبة قلبه...
كاد يدلف الى الشقة ولكن أوقفته منار جارتهم المهيمة به!..
تستند على كتفه بعمد وهي تهمس متلكعة في حروفها:
-اسفة يا ادهم، مش بقدر امشي متوازنة اكتر من خمس دقايق بيجيلي هبوط اصل انا لينة جدًا!
رفع حاجبه الايسر وهو ينظر لملابسها التي تظهر جزءًا واضحًا من جسدها...
ملابس مغرية...
وهيئة جبارة كاللوحة المرسومة!
ماذا يريد ليستجب لها؟!

عاد ينظر لها مرة اخرى ليقول متهكمًا:
-واضح إن هدومك لينة زيك مابتقدرش تفضل على جسمك اكتر من خمس دقايق برضه!
إنتفخت اوداجها بغيظ...
مهما فعلت معه يراها كعجوز في السبعين من عمرها ويسخر منها ويرحل!..
وهذا بالفعل ما كاد يفعله لولا أنها أحاطته بين يداها مقتربة منه بدرجة كبيرة متعمدة تحريك جسدها بأغواء، فظل يهز رأسه نافيًا بأسف مصطنع:.

-تؤ تؤ يا حسرة على الزمن اللي البنت فيه هي اللي بقت تحاوط الشاب كدة! فين الشرف؟ فين العزة؟، فين شقتك؟
عندها أطلقت ضحكة خليعة وهي تتنهد متمنية:
-ادهم، ارجووك اديني فرصة اتقرب منك يمكن تحس بيا، بس انت عمرك ما هاتحس طول ما انت قريب من شروق دي دايمًا!
ولا يدري لِمَ تذكر جملة ادم التي رنت بأذنه كقاعدة لا يمكنه تجاهلها...
قاعدة جعلت قلبه يأن معترضًا وعقله يحوم وسط تلك الكلمات متمسكًا بالحجة الحقيقية...

ولكن في النهاية أستجاب للعقل فلم يبدي رفض ككل مرة مما جعلها تتشجع لتقترب منه ببطء حتى وضعت شفتاها على شفتاه الغليظة تحاول سرقة استجابته، ولكنه كان جامدًا...
يغمض عيناه ليراها هي، يتوق لالتهام شفتاها هي!
أبعد منار عنه وهو يقول بصوت أجش:
-ممكن حد يجي يشوفنا
اومأت بلهفة وهي تمسك بكفه متجهة للأعلى حيث منزلها...
ألقى ادهم نظرة على الباب المُغلق حيث تكمن شقته هو وشروق...
عيناه يستوطنها رجاء من نوع خاص..

نداء يصرخ به القلب، والعقل أصم عنه!
وبالفعل صعد مع منار بينما قلبه هجره بقسوة رافضًا الأنصياع لمرمى العقل!

وفي الداخل كانت شروق تتنفس بصوت عالي، تشعر بشيء يجثو على دقات قلبها فيجعل رنينها مكتوم!..
ضيق وغيظ عنيف إحتلا قمة جوارحها لتزم شفتاها هامسة بتوعد:
-ماشي يا ادهم، انا هاعرفك إن الله حق
والسبب...
لم تسأل عنه، او بالأصح لم ترد أن تسأل!
ف مهما تعددت الطرقات، وتوارت الاسباب، تبقى النتيجة واحدة؟!

كانت أسيا تقف خلف باب غرفتها، تتنفس بعمق مرة بعد مرة..
إلى متى ستهرب من المواجهة؟!
المواجهة حقيقة ترفض الاعتراف بها، حقيقة رسمها واقع مؤسف تنفر هي منه بأحلام يقظتها!..
خرجت من الغرفة مرتدية ملابس محتشمة، فهي لا تحتاج جرعة اخرى من الأهانة، ...
وصلت أمام غرفة أدم فوجدت الخادمة تقترب منها بسرعة مرددة:
-يا هانم الباشا آآ...

أشارت لها أسيا بإصبعها بحدة، وبدت كأنها تتحدث عن بطل فيلم رعب وهي تستكمل بجدية مُهددة:
-تخيلي لو قولتله إنك منعتيني ادخله هيعمل فيكِ ايه!؟
وفور أن سمعت تلك الكلمات تراجعت الخادمة على الفور تُفسح لها الطريق لتبتسم أسيا ساخرة وهي تفتح الباب ببطء وتدلف مغلقة اياه خلفها دون ان تنظر لأدم الذي كان غارق بأحلامه...
وقفت امام فراشه تنظر للوشم المرسوم على ذراعه ورقبته...

سكونه مُغري للتمحص ولكن بدا الاستنكار واضحًا كعين الشمس وهي تتذكر كيف تتحول ملامحه من سكينة هكذا لطرقات تؤدي للجحيم المشتعل بعيناه!؟
اقتربت منه دون ان تشعر وهي تتفصحه، وفجأة وجدته يجذبها بقوة من ذراعها وينهض لتصبح هي ممددة على الفراش وهو فوقها يطل عليها بهيئته الجبارة ويكاد يكون ملتصقًا بها، أنفاسه تلفح رقبتها الظاهرة بقوة حتى بدأت ترتعش أسفله؟!


look/images/icons/i1.gif رواية لعنة عشقك
  02-01-2022 02:48 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث

تهدجت أنفاسها، وتلكأت الحروف بين منابع جوفها وهي تحدق بعيناه التي أظلمت بسواد يجعل كيانها كله يهتز بعنف منحنيًا لجبروت رجل تهابه الشياطين!..
ظلا هكذا لدقائق لم يتحدث اي منهما وكأن الصمت يحوي معاني اخرى اهم وأرقى...!
نظرت ليده التي تقبض على كف يدها بحيث يمنعها من التحرك وهي تقول:
-ادم. ، ممكن تسبني أقوم
لم يتحرك ولو إنش واحد وهو يهمس بصوت أجش:
-إنتِ اللي جيتي لعرين الأسد برجليكِ.

حاولت دفعه، حاولت استجماع شراستها وهي تصرخ به بحدة:
-ابعد عني بقا أنت عايز إيه!؟
كانت رائحتها تخترق أنفه، وحركتها الكثيرة اسفل جسده تثير جنونه لأفتراسها!..
فنظر في عيناها مباشرةً وهو يردف بخشونة:
-أنا قولتلك أنا عايز ايه كتييييير بس اهم حاجة عاوزها هو ده
قال اخر كلمة وهو يشير لقلبها الذي ينبض بعنف...
ابتلعت ريقها بتوتر، ذلك العمق الذي يحتل عيناه تشعر به يبتلعها، يجذبها ويجذبها بقوة حتى كادت تغرق!..

مد يده ببطء ليتحسس شفتاها بأصبعه وهو يكمل همسه الذي كاد يأخذ منحنى اخر:
-وتاني حاجة عايز دول يكونوا ملكي بس بأرادتك، عايز اقطعهم!
نبضات قلبها كانت وكأنها في سباق، سباق ستكون نهايته حتمًا إنهيارها صريعة سيمفونية كلماته التي لا تراعي عذرية جوارحها!..
كان وجهها مختلط به الاحمرار وهي تتشدق بصوت خافت خجول:
-ادم، ادم لو سمحت، ادم آآ...
اقترب اكثر بوجهه من وجهها وهو يقول بحنق شكله العبث:.

-لو مابطلتيش تقولي اسمي كدة كتير يبقى اتحملي النتيجة! وممكن أسكتك بطريقتي..
إنسحب ذلك الأحمرار مفرغًا الساحة لزئيرها المجنون الذي هدد بالأنفجار وهي تخبره ساخرة:
-لأ، اصل العاهرات بس هما اللي بيعملوا كدة، وانا مارضاش ليك إنك تبقى مع عاهرة!
أغمض عيناه يحاول حكم السيطرة على جنونه الذي كاد يتصادم مع جنونها كالأمواج في عرض البحر...
ليقول بصوت حاد إرتسمت له ابتسامة ساخرة، متعجبة على ثغرها:.

-إياكِ تقولي على نفسك كدة!
رفعت حاجبها الأيسر ولم تمنع نفسها من الضحك الذي قاطعه خرير السخرية:
-اه أنت بس اللي تهيني لكن مش من حق حد تاني صح، لإني ملكك!
كان يصفف خصلاتها المتمردة بأصبعه ليزيحها عن وجهها وهو يستطرد هادئًا:
-نص كلامك صح ونصه غلط، الغلط إني بحب أهينك والصح إنك ملكي...!
هذه المرة دفعته بكل قوتها على حين غفلة منه لتنهض مسرعة من ذلك الفراش، ابتسم هو على شراسة طفلته ولم يُعلق بشيء...

ولكن قُتلت تلك الابتسامة بسم كلامها البارد وهي تسأله:
-عايز ايه وتسيبني يا ادم!؟
نهض ليقف أمامها وقبل أن يرد كانت تكمل بهدوء تام:
-لو سلمتلك نفسي ولمستني بأرادتي هتسبني؟
مرت ثانية واحدة تقريبًا قبل أن يمسك الكرسي الخشبي ليُلقيه بعشوائية صارخًا بزمجرة أرعبتها:
-قولتلك أنا مش عايزك لمجرد رغبة ف جسمك بس افهمييي بقااا
ولكنها لم تصمت بل صرخت بانفعال هي الاخرى ؛.

-امال عايز مني اييييه انا بكرهك مستحيل افضل معاك واحبك زي ما انت عاوز، انا بكرررررهك وآآ...!
وفجأة بخطوة واحدة كان امامها مباشرةً ليجذبها من خصلاتها بعنف ممسكًا بشعرها يثبت وجهها امام وجهه حتى تأوهت...
ولكنه ابتلع تأوهاتها وباقي حروفها بين شفتاه، يلتهم شفتاها بلهفة اختلط بها بعض العنف...
متلذذًا بمذاق شهد شفتاها بين شفتاه...
ليتركها اخيرًا عندما شعر بحاجتها للهواء، فاقترب منها وهو يقول بصوت لاهث خشن:.

-وكل ما هتقولي الكلمة دي هبوسك، وأنا مش بمل من شفايفك خالص على فكرة!
كانت عيناها متسعة وهي تحدق به بذهول...!
فانقبض قلبه لحركة عيناها التي كادت تُرهق مشاعره..
لديه قدرة رهيبة على تحريك كافة جنوده في ساحة الحرب. ، حرب الحب!
لتصبح هي مجرد هزيلة تفقد اسلحتها رويدًا رويدًا امامه!..
دفعته وهي تضرب صدره مغمغمة قبل أن تركض من امامه:
-قليل الادب ووقح
وقفت عند الباب وقبل أن تخرج قالت بجمود دون ان تنظر له:.

-وعلى فكرة مراتك المصونة هي اللي جت جابتلي الهدوم اياها وقالتلي ألبسها وقالتلي انك انت اللي باعتها وانك مستنيني ف الجنينه
ثم ركضت بسرعة قبل أن يفتك بها...
اما هو بمجرد ان تذكر ذلك المشهد، كان يشعر بغليان حارق ومُميت يحرق أوردته فصرخ بصوت زلزل اركان القصر:
-جمااااااااانة!

كانت سيليا ترتدي ملابسها بصمت تام، بينما هو يُغلق ازرار قميصه بهدوء امام المرآة...
لا يدري صواب ما يفعله ام لا..
ولكن على اي حال. ، الانتقام كتم تدخلات العقل!
نظر نحو سيليا الشاردة ليزجرها بصوت أجش ؛
-يلا قومي مستنيه ايه؟!
دون ان تنظر له قالت:
-والفلوس؟
ظهرت ابتسامة متهكمة تتراقص على حبال ثغره وهو يخبرها بصراحة مؤلمة:
-متقلقيش انا ماباكلش حق حد، هتاخدي حق الليلة دي!

شعرت بالمرارة تلفح جوفها حتى كادت تبكي متكورة حول نفسها...
ولكنها كالعادة أظهرت بذور التماسك التي جعلت إنهيارها ينكمش بصمت مُخزي..
لا تشعر بالألم لقضاءها تلك الليلة معه بقدر ما تشعر بالألم من تلك الحياة التي لا تدري ماذا سيحدث بها غدًا؟!..

انتهى من اغلاق ازراره ليسمعها تقول بصوت هادئ كالاطفال:
-انا جعانة!
نظر لها بحاجب مرفوع يهمس مستنكرًا:
-ايه؟!
رددت متأففة ببرود:
-انا جعانة، عايزة اكل هاتلي اكل عشان انا جعانة
كاد يضحك على طريقتها المستفزة ولكنه تماسك وهو يقول بعبث ردًا على كلمتها انا جعانة:
-ارقصي عريانه!
شهقت وكأنها صُدمت لتكمل ببلاهه:
-يخربيتك ارقص عريانه ده ايه دول كدة ياخدونا اداب وننزل من البيت ملفوفين بملايه، لا لا كل الا الشرف.

تعالت ضحكات جواد على تلك الطفلة التي تُغيم شمسها أتربة الزمن...
أتربة جعلت من طفولتها هشاشة تنسحب في اقل من ثواني..!
ليعود لها ببعض الطعام الذي وضعه على المائدة وهي جلست على كرسي امامه وهو على الكرسي الاخر...
لتبدأ سيليا في تناول الطعام بشراهة متناسية وجود جواد
فقالت وهي تبتلع قطعة كبيرة بفمها:
-انت قولتلي اسمك ايه بقا؟
رد جواد بسماجة:
-لا انا ماقولتلكيش قبل كدة، بس اسمي جواد.

ابتسمت وهي تومئ برأسها مستطردة بتهكم مرح:
-اه، سجاااااد! هو انت امك كانت بتتوحم على ايه وهي حامل فيك يا سجاد؟!
ضم قبضتاه بعنف يضغط عليهما، ولا يدري ما الذي يدفعه لتحملها!
وفجأة مد يده وهو يقترب منها لتعود هي للخلف بتلقائية مما جعله يمسك رأسها من الخلف ضاغطًا على خصلاتها بينما اصبعه يمسح قطعة طعام سقطت على ثغرها...!

حدث ذلك بأقل من ثلاث ثواني، ليصبح ضخ دقاتها أصعب...
اصبحت الوتيرة بطيئة، قصيرة وقاسية فلم تعد تنتظم!.
قطعت تلك اللحظة سيليا وهي تردد ببلاهه:
-ايوّووووه يا ولا، هو التسبيل وجو انه بيغرق في ظلام عيناها وكدهون طلع حقيقي!
تجمد جواد مكانه للحظة قبل أن ينفجر ضاحكًا على تلقائيتها التي تجعله سجين تلك التلقائية كأشد مُحتل!..
ليسألها بابتسامة هادئة:
-إنتِ اسكندرانيه؟
اجابت بفخر:.

-ايون طبعًا، بس جينا هنا على امل ان اختي الموكوسه يساعدها واد كدة ويجيب لنا شغلانه حلوة وقال ايه ياخويا
وضع جواد يده على ذقنه يهمهم مثلها:
-ايه ياختي؟
-قالها انا مش هعمل زي بقيت الشباب وهدخل البيت من بابه وهتعامل معاكِ بالأصول، وكلمني عشان نتفق وف الاخر خلع ومعرفنالوش طريق وطلع بيسرح بيا انا والبت بس بالأصول برضه!

ضحك جواد للمرة التي لا يذكر عددها وهو يجلس معها، لتنسجم هي مع ضحكاته التي طرقت على ترانيم قلبها بخفة!
لينهض فجأة وهو يعود لخشونته مرددًا:
-طب مش يلا بقا؟ كلنا وشربنا وضحكنا، نشوف مصالحنا بقا
نظرت للطعام بغيظ مغمغمة بصوت خفيض:
-مابيكملش 10 دقايق على بعض ويرجع هتلر تاني
دقق النظر لها متساءلاً بابتسامة دفنها بالحدة المزيفة:
-بتقولي ايه يا سيليا؟!
نهضت وهي تهز رأسها نافية بسرعة كادت تُضحكه:.

-لا لا ببرطم مع نفسي مابقولش يا باشا، ممنوع ابرطم كمان؟
أشار للباب برأسه آمرًا:
-امشي ادامي يلا
اومأت موافقة وهي تسير بسرعة امامه، فتحت الباب بهدوء وكادت تخرج لتجده يسحبها من ذراعها فجأة بقوة حتى اصطدمت بالحائط خلفها وهو امامها مباشرةً لا يفصلهم سوى 1سم!
فقال هو بحدة تناسب خلفية عيناه المظلمة:.

-ايه هي زريبة؟! ما تصبري ولا عايزة حد يشوفك طالعة من عندي وسُمعتي تتشوه، أنا مابجيبش بنات ليل هنا كل يوم والتاني يعني...!
شحب وجهها بشدة وكأن الاكسجين سُرق من تلك البقعة التي ابتلعتها..
لم تعط رد فعل لدقيقتين تقريبًا قبل أن ترفع عيناها الحادة كسكين قاسي وهي تقول:
-انا مش من بنات الليل، وفعلًا واضح إنك مش بتجيب بنات هنا ما انت مش محتاج، انت بتغتصبهم ف اي حته ضلمة مقطوعه ف الشارع!

ولم تعطه الفرصة لتفر هاربة من امامه. ، هي ليست بالضعيفة...
هي منذ فقدانها أعز شيء، لم يعد للفقدان معنى اخر في قاموسها!
استفاق هو من صدمته سريعًا وهو يهتف بصوت عالي نوعًا ما:
-طب ابقي تعالي استلمي الفلوس هنا بكره
دلف الى المنزل مرة اخرى ليصفع الباب بعنف بقدمه لاعنًا بقوة. ، ليمسح على شعره عدة مرات وهو يتنفس بصوت عالي قبل أن ينصرف كالأعصار متجهًا لعمله...

كانت شروق تقف بالمطبخ عندما سمعت صوت باب المنزل يُفتح فعلمت أن ادهم قد وصل...
تنفست عدة مرات بصوت عالي تنظم أنفاسها التي بدأت تخرج عن سياق السيطرة..
واتخذت من الجمود خلفية لملامح وجهها التي إنكمشت بحدة ملحوظة!
سمعته ينادي من الخارج بهدوء:
-شروق، شروق إنتِ فين
أكملت ما تفعله دون ان ترد، لتسمع خطاه وقد وصل للمطبخ، فوقف جوارها يستند على الرخام وهو يقول بهدوء:.

-شروق حضريلي اكل عشان جعان وتعبان عايز انام
لم ترد عليه ايضًا والتزمت الصمت مما جعله يمسكها من ذراعها يجذبها له حتى كادت تلتصق به، ليسألها بحدة:
-في ايه مالك مش بكلمك ماتردي على امي؟!
رفعت حاجبها الأيسر وهي تجز على اسنانها بعنف، وهمست بسماجة:
-مش عايزة ارد على امك!
رغبة عنيفة تستوطن جوارحها الان وتأمرها بلكمه!

نفضت ذراعه عنها بكل برود وهي تحاول الابتعاد ولكن قبل ان تبتعد تمامًا كان يجذبها مرة اخرى ويداه تطوق خصرها بقوة...
اصبحت ملتصقة به، نظراتها الشرسة تحاربها نظراته الغامضة المشوبه بالغضب!
أنفاسها الهادرة لفحت صدره العاري الظاهر من القميص المفتوحة ازراره، ليغمض عيناه محاولًا السيطرة على نفسه حتى لا يُقبلها الان!

لمحت هي روچ على رقبته، فجن جنونها حينئذ ولكنها حاولت تمالك نفسها فمدت يدها ببطء لتمسح الروچ الموجود على رقبته بأصبعها هامسة وهي تجز على اسنانها بكل الغيظ الموجود في العالم:
-ااه مهو واضح إنك تعبان اووي!
نظر لأصبعها الذي طُبع بالروچ ليعود وينظر لعيناها التي تحترق...
فحاول التبرير وهو يبتلع ريقه بتوتر:
-ده آآ...
ولكنها دفعته بعنف بعيدًا عنها وهي تزمجر بجنون:.

-انت مش محتاج تبرر لي انا مليش دعوة بحياتك انت حر فيها، بس انا كمان حره ف حياتي!
نظرت للرخام وبدأت تُقطع السلطة وهي تردد بنبرة فاحت منها الغيرة دون ان تشعر:
-وهروح وهشتغل وهصرف على نفسي وهكلم رجالة براحتي وهعمل كل اللي نفسي فيه
ثم نظرت له بتحدٍ مكملة وهي تضغط على كل حرف:
-حتى لو طلعت مع واحد شقته زي ما انت عملت! ملكش دعوة بيا.

عندها لم يحتمل كلامها الذي قتل تدخل العقل في تلك اللحظات ليحذبها بيداه من ذراعاها الاثنان وهو يهزها بعنف جعلها تصطدم بالحائط خلفها اكثر من مرة وهو يردد بزئير مهتاج ومجنون:
-اخرررسي، أعرفي لكلامك بقا وحاولي تمثلي انك متربية حتى! انتِ مفكرة إني هاسيبك تعملي اللي انتِ عايزاه؟! ده انا اقتلك قبل ما راجل تاني يقربلك!
أطاح صوابها بصراخه فظلت تضربه على صدره وهي تصرخ بصوت عالي مثله:.

-انا فعلًا ماتربتش فمش من حقك تلومني على اني يتيمه!
دفعته بقوة حتى ابتعد عنها وهو في حالة من الذهول لأنفلات لسانه وسرعة تأثرها بكلماته المعتوهة...
لتكمل وهي تمسك نفسها بصعوبة من البكاء الذي يهددها الان:
-بس متقلقش انا هريحك مني، وهتجوز يا ادهم! هتجوز ف خلال شهر واحد واعتبره وعد مني...!
حاول امساك يدها قبل ان تغادر وهو يهمس بندم:
-شروق انا...

ولكنها غادرت المطبخ دون ان تعطيه فرصة الرد، ليقف هو متجمدًا مكانه يسترجع كلماتها!
تتزوج؟!..
تصبح لرجل آخر يمتلكها..؟!
أ ويتركها هو لأحضان رجل آخر؟!..
حينها شعر بذلك الجمود ينصهر مع خلايا جنونه ليطيح بالكرسي الموجود امامه بعنف وهو يصرخ بصوت عالي ك من جن جنونه...
ومن وسط أنفاسه اللاهثة قال بنبرة خطيرة متملكة:.

-تبقي بتحلمي لو فكرتي اني ممكن اسيبك لراجل غيري، انتِ ليا انا بس وهتبقي ام ولادي ومفيش راجل هيلمسك غيري، حتى لو ده حصل غصب عنك يا شروق!

بعد مرور ساعات قليلة...
كانت شروق متجهة لباب المنزل عندما وجدت فجأة من يمسك بيدها يجذبها برفق لتبتعد مسرعة حتى إلتصقت بالباب خلفها...
رفع يداه الاثنان امام وجهها وهو يقول بهدوء:
-اهدي اهدي، شروق أنا عارف إني غلطت بس...
أغمضت عيناها بقوة وكأنها تُزيل بقعة كلماته التي تركت اثرًا واضحًا داخلها، ثم فتحتها وهي تقول بصوت أجش:
-خلاص يا ادهم لو سمحت انا مش عايزة اتكلم في الموضوع ده!

هز رأسه نافيًا وهو يضع إصبعه على شفتاها ليقترب منها بهدوء مُقلق بينما يُكمل:
-بس انا ماقدرتش اسمعك بتقولي كدة واسكت
لم تأخذ هي كلماته في تيارها المقصود بل رمتها بأمر من العقل تحت خط -لم يستطع سماعها لانه أخيها -!
فاقترب هو اكثر عندما لاحظ صمتها حتى اصبح على بُعد انشات قليلة منها، ظل يقترب رويدًا رويدًا وعيناه مُسلطة على شفتاها. ، ليهمس امام شفتاها:
-لان انا يا شروق آآ...

قطع سحر تلك اللحظة صوت طرقات مُزعجة على الباب لينتفض ادهم مبتعدًا عنها بسرعة بينما اصبحت هي تتنفس بعمق قبل ان تفتح الباب لتجد امامها سيليا الغير مُهندمة اطلاقًا!..

كان كلاً من شروق وسيليا يجلسا في غرفة شروق. ، رآن الصمت منتشر بينهم كنسمات الهواء!
لتقطع شروق ذلك الصمت عندما قالت بمرح علها تخفف من حدة التوتر:
-يابنتي بقالنا نص ساعة قاعدين قعدة المطلقين دي؟! وانتِ ولا راضية تنطقي مالك ولا راضية تقومي تتشطفي وننام لنا نص ساعة كدة نريح
تنهدت سيليا اكثر مرة تنهيدة حملت الكثير والكثير في طياتها قبل ان تقول بهدوء دون ان تنظر لها:
-انا قضيت ليلة مع واحد.

شهقت شروق مصدومة وهي تضع يدها على فاهها:
-انتِ بتقولي ايه!؟ انتِ مستوعبة؟
اومأت سيليا ببساطة وهي تجيب:
-مهو اللي تاعبني إني مستوعبة ومش فارق معايا، شروق انا مابقتش في حاجة بتأثر فيا من يوم ما ال*** اغتصبني!
سألتها شروق بسرعة وكأنها لم تسمعها:
-واحد مين وازاي شافك اصلًا وحصل ده؟!
خرج صوتها اجشًا وهي تشرح لها دون تردد:.

-شربت مخدرات مع البت هالة ومكنتش حاسه بنفسي نزلت امشي في الشارع كدة وخلاص، لقيته في وشي وهو كمان كان سكران وابتدى يقرب مني، الاول قاومت شوية بس ابتدت اعصابي ترتخي وماحستش بأي حاجة الا تاني يوم، طلبت منه فلوس قولت لازم استغل الموقف
ثم ضحكت ضحكة ساخرة أرهقت قلب شروق على تلك المسكينة واستأنفت:
-بس هو اللي استغل الموقف وقرب مني تاني، بس المرة دي انا ماقاومتش خالص!
عضت شروق على شفتاها بأسى وهي تهمس:.

-لية كدة يا سيليا! لية يا حبيبتي
حينها رفعت انظارها لها وهي تسألها بجمود:
-شروق هو انتِ لو ف غابة وما أدامكيش الا انك تنقذي حاجة واحدة بس منك، هتنقذي ايه ومن غير تفكير؟
-شرفي
ابتسمت سيليا وهي تقول بثقل:
-انا بقا الشرف ده ضاع مني، ف خلاص مابقتش فارقة بقا، لمسني ولا مالمسنيش واحد، المهم اني استفدت وخلاص
صمت برهه ثم اكملت بجدية:.

-وعلى فكرة والله يا شروق انا ما مقهورة انه قربلي ولا جو الخضرة الشريفة ده، انا اللي قاهرني اني مش عارفة ايه اللي هيحصل بكره؟! هعيش كويس ولا وحش، هفضل متمرمطه ولا لا، عارفة انتِ اللي هو حياتي على كف عفريت زي ما بيقولوا!
تمددت سيليا على الفراش دون كلمة اخرى لتربت شروق على شعرها بحنان هامسة:
-نامي يا حبيبتي، ارتاحي ربنا يريح قلبك ويرزقك السكينة والراحة ويهديكِ ليه يااارب!..

خرجت أسيا من غرفتها تتسحب على أطراف اصابعها وهي تحدق حولها يمينًا ويسارًا...
لاح في ذاكرتها رؤيتها للخادمة وهي تتجه لاخر الطابق ثم تفتح بابًا ما وتهبط ثم صُدمت اسيا وهي تراها بالحديقة بعد ذلك...!
وهذا لا يعني الا شيء واحد، ان هناك باب سري في اخر ذلك الطابق!
حينها لمع عقلها بانتصار مهللًا لذلك النصر الذي على وشك ان يُعلن...

نظرت يمينًا ثم يسارًا تتأكد من عدم وجود اي شخص لتهمس وهي تعض شفتاها بقلق حقيقي:
-يارب استر
ركضت بخفة مدروسة نحو ذلك الباب ولحسن حظها وجدته مفتوحًا فخرجت مسرعة تركض وكأنها تُسابق الزمن..
اصبحت بالحديقة فأصبحت تركض اسرع واسرع...
وكأن هناك علاقة طردية بين تخيلها للحرية من ذلك السجن وبين الركض، فكلما شعرت بنسيم ذلك الحلم ركضت اسرع..!

ولكن فجأة وجدت نفسها تصطدم بصدر صلب عريض ثم قبض على ذراعها بعنف حتى كاد ينكسر. ، وتعجز الحروف عن وصف مظهره المُخيف!
ليسحبها دون مقدمات من ذراعها بقوة خلفه حتى وصل احد الغرف التي تراها اسيا ولاول مرة. ، ليدفعها داخلها بعنف حتى سقطت ارضًا...
ولم يرفع عيناه القاسية من عليها وهو يخلع حزام بنطاله ببطء بينما هي تسأله برعب جلي:
-انت هتعمل ايه!


look/images/icons/i1.gif رواية لعنة عشقك
  02-01-2022 02:48 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

لم تجد حروفها. ، هربت من لسانها لتترك جسدها الهزيل وحده يُعاني مرارة الهزيمة الحتمية!..
نظرت لعيناه التي تُدرك معنى ظلمتها تلك جيدًا، فحاولت النطق فكانت حروفها متقطعة شريدة:
-ادم انا آآ...
ولكنه لم يعطها الفرصة، بلحظة اصبح امامها ليحملها بين ذراعيه وكأنها ريشة خفيفة، ثم وضعها على الاريكة ممدة على بطنها ليمسك يداها الاثنان ويمسك بأحدى الحبال ويربط يداها معًا متجاهلًا صراخها الذي هز ارجاء المكان:.

-انت بتعمل ايه انت مجنون ابعد عني!
ولكنه كان كالأصم. ، وكأن مرض الصم ذاك لم يصيبه الا بتهورها وجنونها هي..!
ربط قدماها ايضًا وبلحظة كان يُمسك بالحزام في يد ويمسك قدماها المربوطتان باليد الاخرى ليبدأ بجلد قدمها بالحزام...
تلوت اكثر من مرة تحاول تحرير قدمها من بين يداه وتعالت صرخاتها اكثر فأكثر ولكن بالطبع لن يجرؤ اي شخص على انقاذها من بين يداه..!

صرخت وصرخت حتى ملت الصراخ فبدأت تبكي بعنف وهي تشعر بالألم كالصدئ الذي ينهش في الحديد يفتك بقدماها حتى لم تعد تشعر بهما...
حينها تركها وهو يفك قدماها لينهض وهو يرمي حزامه ارضًا يلهث بعنف محدقًا بها...
مرت دقيقة او اثنان تقريبًا قبل ان يتوجه لها يمسكها من خصلاتها ليرفع وجهها الباكي له، ولكن قبل ان ينطق بأي حرف وجدها تغلق عيناها فجأة وقد فقدت وعيها!

صرخ بأسمها بخوف وهو يعدلها لتتمدد بأريحية على الاريكة:
-أسيا، أسيا يا طفلتي قومي!
ولكن ما من مجيب، ركض مسرعًا يصرخ آمرًا بحدة:
-انتوا يا بهايم ياللي برا حد يجيب مايه بسرعة!
وبالفعل خلال ثلاث ثواني كانت الخادمة تُحضر له الزجاجة بخوف..
بدأ ادم يرش بعض القطرات على وجهها وحروفه متململة تُصارع كهئيته ويردد:
-اسيا قومي، حقك عليا، بس ارجوكِ قومي ماتسبينيش انا مليش غيرك يا اسيا قومي يا طفلتي متعمليش فيا كدة!

بدأت تستعيد وعيها ببطء، وما إن فتحت عيناها واخترقت صورته رؤيتها حتى حاولت النهوض وهي تضربه على صدره بعشوائية صارخة بصوت مبحوح:
-ابعد عني ملكش دعوة بيا انا بكرررررهك بكررررهك سبني اوعى
حاول تطويقها بين يداه ولكنها كانت ك من فقدت عقلها بالفعل، فكان يمس وجنتها برقة وهو يهمس نادمًا:
-حقك عليا يا طفلتي بس مقدرتش امسك اعصابي وانتِ عارفة اني عصبي!
لم تهدأ بل ازداد لهب جنونها وهي تصرخ به بانهيار ؛.

-ربنا ياخدك اوعى بقا انا بكررررهك افهم بقا
امسكها من ذراعيها بالقوة وهو يغمض عيناه مانعًا نفسه بصعوبة من صفعها ثم سألها مستنكرًا:
-كنتي عايزة تروحي فين!
زمجرت دون تردد:
-رايحة ف داهية انت مالك ابعد عني
حاول ان يضمها له وهو يهمس بصوت أجش:
-طب انا حضني داهية، تعالي!
نظرت لعيناه بشراسة لمعت بين لؤلؤة عيناها وهي تردف بنبرة فاح منها الكره:.

-حضنك ده جهنم بالنسبالي، انا ممكن اعيش ف حضن اي راجل ف الدنيا. ، الا أنت يا ادم صفوان...!
ما إن انهت جملتها حتى تلقت صفعة جعلتها ترتمي على الاريكة لتمسح دمعتها التي فرت منها وهي تسمعه يصرخ بعصبية مفرطة:
-اخرسي. ، حذرتك الف مرة ومفيش فايدة، قولتلك متذكريش سيرة الرجالة تاني وبرضه بتقولي نفس ***** ام الكلام!
بينما هي لمحت سكين مرمي على الارض فركضت فجأة لتمسك ذلك السكين، وضعته امام بطنها وهي تهمس بجنون:.

-ابعد عني. ، امشي مش عايزة اشوفك
هز رأسه بسرعة مرددًا بخوف حقيقي:
-اسيا اهدي، ارجوووكِ انا اسف اسف بس سيبي السكينة
عندها صرخت هي وهي تقربها منها اكثر:
-والله العظيم هموت نفسي
ضغطت بها اكثر عند بطنها وتألمت بالفعل عندما كان يقترب منها ببطء فتراجع على الفور يترجاها:
-اسيا، اسيا وحياة اغلى حاجة عندك ماتأذيش نفسك، طب اسمعيني، مش انا ضربتك تعالي اعملي فيا اللي انتِ عايزاه ووعد شرف مني مش هعترض حتى!

بدأت تهدأ بالفعل وهي تحدق به...
ليومئ بسرعة مؤكدًا كلامه السابق:
-والله العظيم ما هتكلم هسيبك تعملي اللي يشفي غليلك المهم ماتأذيش نفسك!
اقتربت منه بالفعل وهو ساكن مكانه، ومن دون مقدمات كان تُدمي ذراعه الظاهر بالسكين بعمق فأغمض هو عيناه يجز على أسنانه بصمت دون ان يأن بألم حتى!..
حينها رمت هي السكين وهي تحدق بذراعه الذي بدأ ينزف بذهول..
متى اصبحت دموية هكذا؟!..
متى جرحت شخص وبعمق وعن عمد هكذا؟!..

لا تذكر لا تذكر..
ولكن الغل والحقد عندما يمسكا زمام الامور لا يعود للعقل مكان بينهما!
اقتربت منه بسرعة تمسك ذراعه وهي تردد بقلق وكأنها ليس من فعلها:
-فين الاسعافات الاولية بسرعة خلينا نعالج الجرح ده قبل ما يلتهب
ولكنه لم يكن ينظر لجرحه حتى، كان مبتسم يراقبها بشغف، وعندما قالت ذلك احتضنها رغم رفضها ليضمها له بقوة ويداه تحيطان خصرها، ثم دفن وجهه عند رقبتها وهو يهمس مغمض العينين:.

-علاجي ف حضنك. ، انا مهوس بيكِ يا اسيا اوعي تسبيني ارجوكِ!
فلم يكن منها الا ان صمتت، لا تدري أ تحسد نفسها على عشقه الواضح لها ام تندب حظها العسير!..

دلفت شروق إلى منزلها بعد عودتها من البحث عن عمل...!
لم تمر دقيقة حتى وجدت الباب يُطرق بقوة، وضعت طرحتها بعناية على شعرها لتفتح الباب...
وما إن فتحته حتى شهقت بعنف وهي ترى أدهم ذراعه مُصاب وهو يمسكه متأوهًا والألم يلفح بذراعه..!
صرخت بذعر وهي تسنده بسرعة:
-مالك يا ادهم في ايه؟
ضغط بأسنانه على شفتاه يهمس لها بصوت يكاد يسمع:
-ادخلي يا شروق واقفلي الباب.

امتثلت لأوامره بسرعة ليجلس على الاريكة وهو يقول بصوت أجش:
-طلعي موبايلي واتصلي بأدم خليه يجيب دكتور ويجي
اومأت بسرعة وهي تمسك هاتفه لتتصل بأدم الذي اجاب بعد دقيقة بصوت هادئ:
-ايه يا ادهم
-ادم انا شروق، هات دكتور وتعالى بسرعة ادهم مضروب بالنار!
-ايه! هو كويس طب؟
-مش عارفة ارجوك تعالى بسرعة
-طيب ماشي يلا سلام
اغلقت الهاتف تنظر لأدهم الذي كان ذراعه ينزف بغزارة...

كانت تشعر مع كل قطرة دم تهبط منه أن روحها تكاد تنسلخ من بين جلدها..!
ألم رؤيته بهذا المنظر كان أقوى من غضبها منه بمراحل، فلم يكن منها الا أن احتضنته بسرعة وهي تهمس بخوف:
-ادهم انت كويس؟ ادهم ايه اللي حصل رد عليا
حاول إحاطتها بذراعه السليم، وخرج صوته هادئًا ولكنه يندرج تحت مسمى الهمس وهو يخبرها:
-الناس اللي مسكونا ف اليوم اياه، حرقتلهم المخزن كله، بس وانا بهرب رجالتهم شافوني وضربوا نار عليا.

شهقت بعنف وهي تضع يدها على فاهها بغير تصديق، ثم أردفت تنهره:
-لية يا ادهم لية؟ لية رايحلهم تاني برجلك
صرخ بها بعصبية كانت تجلد جرحه أكثر:
-امال كنتي عايزاني أسيبهم وأنسى عادي بعد اللي عملوه؟!
كادت تجادله بعدم رضا ولكنه وضع إصبعه على شفتاها واستطرد بحزم:
-لو كانوا جم عليا انا بس كنت ممكن انسى وخلاص اللي حصل حصل، لكن الا إنتِ، إنتِ مابقبلش العوض فيكِ!
احتضنته بسرعة وقد بدأت دموعها تلخط وجنتاها البيضاء...

لتمر دقائق معدودة يتألم فيها ادهم الذي قد بدأ يفقد وعيه من كثرة الألم..!
حينها سمعت شروق طرقات سريعة على الباب لتهب واقفة تفتحه لتجد ادم والطبيب..
اشارت نحو ادهم المتسطح وقالت بلهفة متشبعة بالبكاء:
-اهو، اعمل حاجة والنبي
أشار لها ادم محذرًا:
-اهدي يا شروق عشان محدش من الجيران يحس بينا، الدكتور عارف شغله كويس
اومأت بصمت وبدأ الطبيب عمله بالفعل فكُتمت تأوهات ادهم بسبب المخدر الذي أعطاه له الطبيب...

ومر بعض الوقت وانتهى الطبيب من عمله بعدما اخرج الرصاصة من ذراع ادهم وضمده له مع الوصاية بالعناية التامة..!
خرج الطبيب يتبعه ادم الذي هتف بصوت خشن رجولي موجهًا حديثه لشروق:
-خلي بالك منه الدكتور قال مش هيفوق قبل ساعتين تلاتة، خليكِ معاه وانا هبقى اكلمه الصبح عشان اعرف مين عمل فيه كدة
اومأت موافقة برأسها ليغادر ادم بهدوء كما أتى لتزفر هي بعمق حامدة الله...
لاول مرة تستشعر الرهبة الحقيقية لفقدانه!

فقدانه...؟!
وهل تستطع هي فقدانه؟!
هل تستطع الابتعاد عنه وتجاوزه كما اخبرته؟!..
والاجابة كانت واضحة ساطعة كشمس نختبئ من سطوتها تحت ظلال الرفض..!

مرت ساعات وهي تجلس جوار ادهم تعتني به. ، حتى وجدته يفتح عيناه ببطء فاقتربت منه مسرعة تهمس بأسمه لتجده يبتسم بضعف مغمغمًا:
-مالك يا شروق هو انا بموت ولا ايه؟! دي رصاصة بس
لم تشعر بنفسها سوى وهي ترتمي بأحضانه باكية..
تبكي تلك اللحظات المُميتة التي عاشتها!
ضمها له بقوة يغمض عيناه متأوهًا بصوت مكتوم..
ورغمًا عنه تمنى إن كان مرضه قربانًا لقربها ليمرض اذن!؟..
رفعت وجهها لتنهض ولكنه قال بهدوء:.

-خليكِ ف حضني
هزت رأسها نافية لتعترض ولكنه قاطعها يضغط على قلبه وهو يقول بمرح ظاهري:
-يابت انتِ خايفة تنامي جمبي دا إنتِ اختي؟!
ابتسمت بخفة وتمددت جواره بالفعل. ، ليضمها له بكل قوته وهو يتنهد بعمق متمنيًا ان تظل هكذا طيلة العمر...

مرت ساعات طويلة...
استيقظت شروق تفتح عيناها البنية لتجد الفراش فارغ!
نهضت بفزع تبحث عن ادهم فوجدته في الصالة يتحدث في الهاتف، وقبل ان تنطق بحرف سمعته يقول بصوت هادئ هيأه لها شيطانها انه حنون:
-متقلقيش يا حبيبتي انا كويس
استدار وكاد يكمل حديثه ولكن وجد شروق امامه تحدق به بجمود أخفى بين ثناياه غيظ وحنق كالنيران تشتعل بعيناها!..
وقبل ان يتحدث تمتمت شروق بسخرية:.

-حبيبتك! طب مش كنت تقول لاختك برضه يا ادهم
حاول الابتسام وهو يخبرها صراحةً:
-منا كنت هفاتحك ف الموضوع لما تصحي، اصل انا هخطب منار!..
تجمدت شروق مكانها وهي تحدق به بعينان متسعتان وقلب توقفت نبضاته تقريبًا!..

بعد اسبوع...
وصلت سيليا العمارة التي يقطن بها جواد...
لا تدري لم تشعر بتلك الزوبعة العنيف ترتج داخلها. ، تخشى شيء ولكن لا تدري ما ماهيته!.
وصلت امام الشقة فطرقت الباب بهدوء، دقيقة ووجدت جواد يفتح لها الباب مشيرًا لها أن تدلف...
دلفت بالفعل وما إن دلفت حتى قالت له:
-فين الفلوس عايزة امشي؟!
رفع حاجبه الأيسر متهكمًا:.

-مالك متسربعه على ايه هو انا هاكلك! مش كفاية متأخرة بقالك اسبوع، اقعدي اشربي حاجة على الاقل
كتفت يداها الاثنان وهي تخبره بجدية:
-لا معلش ورايا حاجات مهمة عايزة اعملها، ممكن الفلوس عشان امشي!؟
امسك ذراعها بتلقائية ليجدها انتفضت تبعده عنها...
شعر وكأن تلك الرجفة اصابت كيانه هو فسألها بصدق:
-مالك يا سيليا فيكِ حاجة؟
هزت رأسها نافية بصمت، فأجلسها وهو يتنهد مرددًا بنبرة حاسمة أصابتها برتوش بعض القلق:.

-طب اقعدي، عندي ليكِ عرض جواز
رفعت عيناها فور سماعها ذلك الكلام. ، حروفه أصابت نقطة حساسة تقمعها هي بحسم العقل!..
ظلت عيناهم مُعلقة ببعضها مدة دقيقة او اكثر..
لا يدري لمَ قرأ بين سطور عيناها ما لم تنطقه. ، شعور أنها تنتظر منه شيء أربكه!
تنحنح وهو يعود لرشده نافضًا تلك الهراءات عن عقله، ليستطرد بسخرية ألمتها:
-اكيد مش انا يعني، انا كنت بقضي يومين متعة ف السرير، انما جواز! لا خلاص مش سكتي!

سألت نفسها بتخبط بين تراس صدمتها وألمها. ، وجزعها منه!
كنتي منتظرة منه ايه؟! انه يكون معجب بيكِ زي ما أنتِ معجبة بيه مثلاً
سألت نفسها بحيرة لم يُشرق الامل بها عندما سمعته يكمل:
-عاوزك تتجوزي واحد قريبي، بس مش زي ما أنتِ متخيله، هيبقى جواز بهدف
عقدت ما بين حاجبيها وخرج صوتها بصعوبة وهي تسأله:
-مش فاهمة؟!
اومأ مشجعًا نفسه ليتشدق ب:.

-ابن مرات ابويا أذاني، ف انا عايز انتقم، أنتِ هتتجوزيه وهتخليه يحبك وانا واثق انه مش هياخد ف ايدك غلوة
سألتها بنبرة لم تتخفى منها السخرية:
-اشمعنا انا؟! عشان رخيصة صح!
هز رأسه نافيًا وبدأ يشرح لها بعملية:
-لا؛ لانك جميلة، دمك خفيف وتتحبي بسرعة، وهتوافقي على عرضي
وقبل ان تنطق بشيء قال بجمود:.

-والجواز هيكون صوري وهديكِ المبلغ اللي تطلبيه وهيكون منه سكن ومنه شغلانه حلوة وهجيب لاختك شقة جمبك، ما أظنش في احلى من كدة؟!
رفعت حاجبها الايسر ساخرة:
-وانت بأمارة ايه قررت انه صوري؟! ما يمكن الباشا التاني اعجبه اللعبة ويقرر يخليه حقيقي، وانا كدة كدة مش فارقة معايا!
ضغط على يداها بكل قوته دون ان يشعر وقال بصوت لفحه التملك والغيرة:.

-لأ، الجواز هيبقى صوري، مش هيلمسك يا سيليا! سامعة؟ اياكِ تخليه يلمسك، لو لمسك هقتله واقتلك
نهضت مسرعة وقد أعماها غضبها منه عن المصلحة التي تكمن في ذلك العرض المُغري!
لتردف بحدة:
-لا سوري عرضك مرفوض، هات الفلوس عايزة امشي
امسك ذراعها بقوة ألمتها، ليقول بصوت أجش محذرًا:.

-سيليا، ماتخلينيش أوريكِ وش مكنتش اتمنى انك تشوفيه! انا معايا حاجات ممكن تفضحك وفيديوهات وانتِ ف حضني ممكن تخليكِ تتكسفي تدخلي القاهرة تاني اصلًا!
كان قلبها ينبض بعنف. ، يهتز ويهتز في حلقة دموية كادت تجعلها صريعة في التو واللحظة!..
لتغمض عيناها التي امتلأت بالدموع هامسة:
-موافقة
ابتسم بانتصار وهو يقترب منها ببطء، شفتاها منفرجة امامه تثيره بطريقة غير طبيعية!
وكأنه لم يرى نساء يومًا!؟..

نظر لشفتاها باشتياق ورغبة لم يشعر بهما سابقًا. ، ولكن قبل ان تلتصق شفتاه بشفتاها وجدها تدفعه بقوة وتضع يدها على فاهها لتركض نحو المرحاض تفرغ ما في معدتها بينما هو يراقب مكانها بذهول!
ألهذه الدرجة اصبحت تتقزز منه؟!..

الاسبوع مر على أسيا كاليومان...
تغير روتينها تمامًا فلم تعد تجلس كل الوقت بغرفتها، احيانًا تسير شاردة في الحديقة، واحيانًا تذهب للأسطبل تجلس مع الخيل، واحيانًا تجلس على اللابتوب الذي اشتراه لها ادم ليُملي فراغها!

وفي احدى الايام ليلاً...
كانت تسير شاردة في أسطبل الخيل، ترتدي بنطال وتيشرت دون اكمام ضيق ولكن تضع عليه شال اسود طويل بعد تحذير ادم لها..
بينما خصلاتها تتطاير برقة من اسفل القبعة التي ترتديها لتخفي شعرها الاسود الطويل وبالطبع بأمر من ادم...
حينها ابتسمت وهي تتذكر كلامه
عارفة يا اسيا لو شعرك بان ادام جنس راجل هعمل ايه؟ هحرقهولك يا حبيبتي.

لا تُنكر أن تلك التحكمات تُشعرها أنها شيء ثمين، شيء غالي. ، جوهرة يحافظ عليها بضلوعه ليحتفظ بلمعانها!

ولن تنكر ايضًا انها بدأت تعتاده في حياتها، بدأت تعتاد تدخله الدائم في ادق تفاصيلها. ، وخوفه الهيستيري ان يُصيبها مكروه، قلقه عندما تخدشها نسمة هواء، وعشقه المجنون الذي يُثير دهشة من حولهم!

تنهدت بقوة وهي تعدل شالها، وفجأة لاح بذاكرتها يوم اخذت هاتف ادم دون ان يشعر بها، لتحدث والدها الحبيب...!
او هكذا ظنت هي، ف أدم لا يُخفى عنه شيء!

فلاش باك###
ما إن أجاب والدها على اتصالها حتى قالت بلهفة سطعت بين حروفها:
-بابا حبيبي وحشتني اوي
-اسيا، وانتِ وحشتيني اكتر يا طفلتي
-انت ماجيتش لية يا بابا؟ سايبني هنا لية؟!
-ما تخافيش يا حبيبتي، ادم خلاص بقا جوزك وبيخاف عليكِ يمكن اكتر مني انا شخصيًا
-ايوة بس انا عايزاك انت!

-اسمعيني يا اسيا، عشان انا ممنوع اكلمكم اصلًا عشان ممكن يكونوا مراقبين التليفونات بس هحكيلك باختصار، ادم زمان طلب ايدك مني، بس انا رفضت، المهم حصل واتدبست مع ناس كبار اوووي، وبقيت اتنقل من بلد لبلد لحد ما أعرف اظبط اموري معاهم والله اعلم ده هيحصل ف قد ايه، المهم اني روحت لادم وقولتله انت لسه عايزها ولا لا، رد عليا بكل صراحة وقالي انا مش عايز غيرها، وبكدة جوزتك ليه، حماية ليكِ ولاني واثق انك مش هتلاقي حد يحبك زيي، انا مش اول مرة اتعامل مع ادم وهو مش وحش يا اسيا.

-بس يا بابا...
-ريحيني يا اسيا، انا كدة متطمن عليكِ يا بنتي، محدش عارف هيحصل ايه! يمكن اموت يا اسيا
-بعيد الشر عنك يا حبيبي
-خلاص يا حبيبتي المهم اقفلي دلوقتي انا هكسر الخط عشان لو مراقبينه، سلام يا حبيبتي
-سلام يا بابتي!
باك###.

ومنذ ذلك اليوم قررت الوثوق في رأي أبيها...
أباها كان كالسد المنيع بالنسبة لها، وذلك السد هي على اتم الاستعداد للأحتماء به وبظله. ، حتى اشعار اخر؟!
فجأة وجدت من يضع يداه على كتفها فكادت تصرخ ولكن وجدته ادم الذي ابتسم يشاكسها:
-كنتي متوقعة ان حد يقدر يقرب من حته انتِ فيها اصلًا؟!
هزت رأسها نافية بابتسامة صغيرة، ليمد كفه العريض لها متمتمًا وعيناه مُسلطة على عيناها تحارب تمردها:
-هركب الخيل، تيجي؟

همست بقلق:
-بخاف
جذبها فجأة من يدها لتصطدم بصدره الصلب، كان صدرها يعلو ويهبط بتوتر وهي تستعشر سخونة صدره الذي ازداد إلتهابه باقترابه القاتل منه...!
فرفعت رأسها حتى كادت تصطدم بوجهه عندما هتف بحسم حاني:
-هششش، الخوف ميعرفش حضن ادم صفوان! فمينفعش تخافي طول ما انا معاكِ...
اومأت دون ارادة منها وهي تحدق بعيناه، اصبح انجذابها الواضح له ولشخصيته يُقلقها...

لا بل يُرعبها وكأنه يشن هجومًا كاسح على قلعة جوارحها!
سحبها من يدها ببطء نحو الخيل المفضل لديه، وضع كرسي صغير امامه وجعلها تعتلي الخيل هي اولًا...
ثم وبحركة رشيقة مباغتة أعتلاه خلفها لتصبح في احضانه حرفيًا!..
سار هو بالخيل ببطء وهي متشبثة بيده التي تحيطها وترتجف برعب..
كان يحيطها بجسده كله من الخلف وأنفاسه الساخنة تلفح رقبتها حتى أصابتها قشعريرة باردة...

دقات قلبها اصبحت اعنف وأسرع، بينما تمنى هو ان يتوقف الزمن عند تلك اللحظات!
لم يستطع مقاومة تلك النيران داخله فهبط برأسه ببطء يلثم رقبتها وكتفها بعمق..
إنتفضت وهي تشهق بصوت مكتوم ليُحيط خصرها برفق بيداه واللجام بين يداه، بينما شفتاه تعزف أرق سيمفونية على جلدها الناعم...
اصبحت تتنفس بصوت عالي وهي تهمس بأسمه في الوقت الخاطيء تمامًا:
-ادم. ، ادم لو. ، سمحت!

فكان ادم في عالم اخر، يُقبل رقبتها قبلات متفرقة متلهفة ثم ينتقل لكتفها فينال نصيبه...
قبلاته كادت تجعلها تنهار فلم يكن منها الا ان قالت بصوت عالي متقطع:
-ادم كفاية عايزة انزل
دفعت نفسها ودفعته بعشوائية فكاد يسقط ولكنه تمالك نفسه فقفز من اعلى الخيل، ودون تردد كان يحملها من خصرها لتهبط هي ايضًا...
ظلت تعود للخلف بتوتر وهي تراقب عيناه التي أظلمت باشتياق ورغبة..
فابتلعت ريقها تهمس بتوتر:.

-ادم. ، آآ ب بلاش..
لم يرد عليها، إلتصقت بالحائط خلفها ليحيطها هو بين ذراعاه، يكاد يكون ملتصق بها، ليهمس امام وجهها بهدوء متساءلًا:
-انتِ بتحبيني صح؟ او بتكني لي مشاعر؟
ردت دون ان تفكر:
-شكلي هحبك!
اغمضت عيناها بخوف عندما اقترب منها ببطء يعطيها فرصة الهرب ولكنها لم تهرب!؟
قبل عيناها المغلقة ببطء أذابها. ، ثم اكمل همسه:
-وانا بعشقك، بحبك بجنون، بعشق عينكِ
ثم قبل وجنتاها بنعوما واستطرد:.

-بعشق خدودك اللي بتحمر كل ما اجي جمبك
وعند شفتاها. ، توقف وقد عجزت الحروف عن وصف شعوره!
قبل جانب فكها برقة جعلتها ترتعش بين يداه، خاصةً وهي تسمعه يهمس ؛
-اما شفايفك. ، دول كريز بيستفز رجولتي عشان أكله أكل!
ثانية واحدة وشعرت بشفتاه تتحرك ببطء على شفتاها. ، ثم اصبح يلتهم شفتاها بنهم متناغم بينهما!..
ابتعد عنها بعد دقائق عديدة، يبتسم بقوة وهو يستشع استجابتها البدائية..

رفع يداه بخفة ليُزيح ذلك الشال عن ذراعيها ليفتتن بها اكثر بذلك التيشرت المفصل...
ضمها له بيداه بينما يلتهم عنقها بقبلاته التي تركت اثرًا واضحًا عليها..
لتشعر بيداه التي بدأت تتحسس جسدها لتهز رأسها مبتعدة عن مرمى شفتاه بينما هو يقبل كتفيها ورقبتها بعمق متلهف مجنون:
-ادم كفاية، كفاية يا ادم..

دفعته ببطء عنها وما إن نظر لها حتى قالت بتوتر:
-احنا ف الجنينه يا ادم!
كان يلهث بصوت عالي، فأغمض عيناه يحاول تهدأة نفسه بصعوبة...
وضعت اسيا الشال على كتفها بسرعة، ودون كلمة اخرى كان يسحبها من يداها معه متجهًا نحو القصر مرة اخرى...!

دلفا فوجد جمانة امامه تبتسم وهي تقول بنعومة:
-ادم، النهاردة المفروض هتبات عندي صح؟! انا مجهزالك ليلة جنان!
ودون ان يفكر كان يخبرها بجدية:
-لا، الليلة هبات مع اسيا
لم ينتظر ردها وكان يسحب اسيا معه متجهين لغرفتها...
بينما ظلت هي تجز على اسنانها بعنف..
ألا يكفي أنه بسببها حبسها في تلك الغرفة الممتلئة بالفئران رغم انه يعلم انها لديها فوبيا من الفئران؟!..
والان يتركها في يومها وايضًا من اجل اسيا!؟

يجب ان تضع حدًا لتلك الاسيا!
تذكرت مياة النار التي اشترتها ولكنها كانت مترددة نوعًا ما...
ولكن بكل الغل الذي يغلي بين خلاياها اتجهت للمرحاض الخاص ب اسيا بعدما اخذت الزجاجة..
امسكت بعلبة البلسم التي تضعها اسيا يوميًا على وجهها. ، لتبدأ بوضع مياة النار في الزجاجة ببطء متشفي وهي تتخيل منظر اسيا وهي مشوهة..
وهمست بحقد واضح:.

-وادي اول حاجة هدمرها من ضمن الحاجات اللي بيحبها فيكِ، هخليه مش طايق يبص ف وشك حتى!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 9 < 1 2 3 4 5 6 7 8 9 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2158 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1588 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1614 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1462 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2692 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، لعنة ، عشقك ،












الساعة الآن 12:24 PM